مع تراجع الاحتياطيات في الأسواق التعدينية التقليدية، أصبح غرب إفريقيا محورًا عالميًّا جديدًا لاستكشاف الذهب، يجذب المستثمرين والمستكشفين على حد سواء.
تمتد المنطقة من السنغال إلى غانا وتشمل دولًا مثل مالي وساحل العاج وغانا وليبيريا وبنين، وتتميز بإمكانات جيولوجية هائلة وبنية تحتية متطورة تسهّل عمليات التنقيب والتعدين، بحسب موقع "إنفيستنج نيوز".
تُعد المنطقة مصدرًا لإنتاج الذهب على نطاق واسع، وتضم مناجم عالمية المستوى مثل منجم أهافو في غانا ومجمع لولو-غونكوتو في مالي؛ ما يعكس قدرة حزام بيريميان الصخري الأخضر على دعم عمليات التعدين طويلة الأمد.
ويجذب هذا الحزام جيلًا جديدًا من المستكشفين الذين يسعون لتحديد الموجة التالية من الموارد.
يكمن سر جاذبية غرب إفريقيا في حزام بيريميان الصخري الأخضر، مقاطعة جيولوجية قديمة تحتوي على أنظمة ذهبية واسعة النطاق ومتشابكة هيكليًّا.
يشبه هذا الحزام مناطق ذهبية راسخة، مثل: حزام أبيتيبي في كندا وكتلة ييلغارن في غرب أستراليا، حيث دعم الإنتاج لعدة عقود.
تقدم المناطق غير المستكشفة في الحزام فرصًا كبيرة للاكتشافات الجديدة؛ ما يجعلها هدفًا رئيسيًّا للمستكشفين الصغار ذوي الخبرة.
على سبيل المثال، نجحت شركة "أوروم ريسورسز" في مشروع باوندالي بساحل العاج في زيادة مواردها المعدنية بنسبة 50% خلال عام 2025؛ ما يعكس إمكانات النمو المستمرة في هذه المنطقة.
برزت ساحل العاج كوجهة متميزة للاستثمار في الذهب، بفضل تحسين التشريعات التعدينية، وتبسيط إجراءات الترخيص، وتطوير البنية التحتية، وتوافر العمالة المحلية الماهرة.
كما يوفر الاستقرار السياسي نسبيًّا مقارنة بالدول المجاورة بيئة أكثر أمانًا للمستثمرين والمستكشفين.
تعتمد شركات التنقيب مثل "أوروم ريسورسز" على إستراتيجيات استكشاف منهجية مُمولة داخليًّا؛ ما يتيح لها الحفاظ على السيطرة التقنية والتشغيلية على مشاريعها من مرحلة الاكتشاف المبكر إلى التقييم والتطوير.
وتتيح هذه المقاربة، إلى جانب الإدارة الدقيقة لرأس المال وأسطول الحفر المملوك للشركة، تسريع تحديثات الموارد ودراسات الجدوى المستمرة؛ ما يعزز فرص خلق قيمة طويلة الأمد.
يجمع غرب إفريقيا بين إمكانات جيولوجية عالمية المستوى، وأطر تنظيمية محسنة، واستقرار نسبي؛ ما يجعلها منصة جذابة للشركات الصغيرة والمستثمرين الذين يسعون إلى تطوير الذهب بشكل مستدام.
وتوفر مناطق مثل ساحل العاج مزيجًا من الفرص الاستثمارية المتنوعة، بدءًا من الاكتشافات الأولية وصولًا إلى نمو الموارد والتطوير، بينما يُظهر النشاط الإقليمي الأوسع تنوع الإستراتيجيات التي تشكل قطاع الذهب في غرب إفريقيا لعام 2025 وما بعده.