مقتل 5 جنود بتفجير انتحاري في شمال شرق نيجيريا
كشف تقرير حديث أن بكين تتقدم بخطى ثابتة نحو الهيمنة على سوق الهيدروجين منخفض الانبعاث، مستفيدةً من تقنيات إنتاج و"إلكتروليزر" متطورة، لتكرر نجاحها السابق في الألواح الشمسية والبطاريات الكهربائية، في الوقت الذي تنخرط فيه واشنطن في الابتكار وتغرق أوروبا في الإجراءات البيروقراطية.
وبحسب "فورين بوليسي"، فإن الصين اليوم ليست أكبر منتج ومستهلك للهيدروجين فحسب، بل تصدرت أيضًا تصنيع "الإلكتروليزرات" (أجهزة التحليل الكهربائي للهيدروجين)، مستحوذة على نحو 60% من القدرة العالمية لإنتاج "الإلكتروليزرات القلوية" (ALK)، وتعمل حاليًا على تطوير تكنولوجيا "أغشية التبادل البروتوني" (PEM)، الأكثر توافقًا مع مصادر الطاقة المتجددة.
ويعتقد محللون أن هذه الخطوات تمهد الطريق لهيمنة بكين على صادرات التكنولوجيا عالميًا، مستفيدةً من النمو السريع للطلب على الهيدروجين في آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط.
وعلى النقيض، تواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة؛ فعلى الرغم من كونها مركزًا للابتكار في تكنولوجيا "أغشية التبادل البروتوني" (PEM)، فإن استثماراتها في الإنتاج الصناعي تتراجع، مع موجة من إلغاء المشاريع وتأجيل التمويلات؛ ما يهدد مكانتها في سلاسل التوريد العالمية الجديدة.
أوروبا بدورها، تحاول كذلك حماية صناعاتها المحلية من اجتياح "الإلكتروليزرات" الصينية (أجهزة التحليل الكهربائي للهيدروجين)، لكنها ما زالت تتخبط بين التشريعات والإجراءات البيروقراطية التي تبطئ حركتها.
وحذرت الصحيفة من أن الوقت يلعب ضد الولايات المتحدة في سباق الهيدروجين الأخضر؛ خصوصًا أن الصين تعمل حاليًا على تجاوز التحديات التكنولوجية وبناء سلاسل توريد متكاملة لتكنولوجيا "أغشية التبادل البروتوني" (PEM) بحلول عام 2035، وهو هدف محوري ضمن خطة تطوير صناعة الهيدروجين الوطنية.
ويرى الخبراء أن الرهان الصيني على الهيدروجين ليس بيئيًا فحسب، بل يمتد ليشمل "الأمن الطاقوي" والاكتفاء الذاتي، إضافة إلى الاستفادة من صادراتها لمواجهة التحديات الاقتصادية والجيوسياسية.
وبالمقابل، يحذر مراقبون من أن الولايات المتحدة إذا لم تنجح في تحويل الابتكار إلى تصنيعٍ متطور واستثمار استراتيجي، فقد تجد نفسها مرة أخرى متأخرة عن الصين في الطاقة المستقبلية، كما حدث سابقًا في الألواح الشمسية وبطاريات السيارات الكهربائية.
ومن المرجح أن تشكل الهيمنة على سوق الهيدروجين سلاحًا جيواقتصاديًا جديدًا، ومن يتحكم بإنتاجه وتوزيعه سيملك مفتاح الطاقة النظيفة في العقود القادمة.