إلى ما يشبه ”بوابة النجاة“ الوحيدة تحول شارع الرشيد الساحلي في غزة.. لم يمنع ضيق حجمه من اكتظاظ مئات المركبات التي تقل آلاف الغزيين الفارين من آلة الحرب الإسرائيلية باتجاه مناطق وسط وجنوب القطاع، فقط للبحث عن أمان يبقيهم على قيد الحياة.
مرارة النزوح هذه ليست بجديدة على أهالي مدينة غزة.. عاشوها عديد المرات منذ بدء الحرب، لكنهم، اليوم، يجدون أنفسهم أمام مصير مجهول مع خيارات محدودة لإيوائهم.
نزوح من ”الموت للموت“، هكذا يصف أهالي ”المدينة المرعوبة“ الموجة الجديدة من وداع بيوتهم، مع تواصل عمليات القصف الإسرائيلي في كافة مناطق القطاع، ومع تضاؤل آمالهم بالتوصل لاتفاق ينهي معاناة مستمرة منذ 23 شهرًا دمرت خلالها الحرب كل أسباب بقائهم.
ويضطر الفلسطينيون لقضاء أكثر من 8 ساعات للمرور بين منطقة وسط غزة، وصولاً لجنوب القطاع، واللتين لا تبعدان عن بعضهما سوى أقل من 10 كيلومترات.. تزداد معانتهم مع تكلفة استئجار سيارات النقل التي تصل لأكثر من 1400 دولار، وهو الأمر الذي يفاقم أوجاعهم، ويزيد من ”قتامة“ رحلة لم يختاروها.