عاشت نكبتين ونكسة وتجاوز عمرها القرن، تحمل الحاجة جازية ذاكرة فلسطين على كتفها وهي تتنقل بين ثنايا قطاع غزة بعيدا عن القصف، وتجيب من جاءها محاورا: "كل متر أقطعه يترك أثرا على جسدي الضعيف".
الحاجة جازية واحدة من عشرات المسنات والعجزة، اللاتي ذقن قهر النزوح مجبرات، ورغم أنها أكبرهن سنا، فإنها ليست الوحيدة، فالحاجة أنعام البالغة من العمر 90 عاما عاشت قهر التجربة ذاتها.
الحاجة عائشة سلطان هي الأخرى تجاوزت التسعين عاما، ورغم أنها نزحت مجبرة من مخيم جباليا، فإنها ما زالت قادرة على أن تروي جزءا من ذاكرة الترحال المريرة، فيما تختفي خلف أبواب الخيم الشفافة قصص بالجملة لمآسي النزوح المتكررة.