في قلب "مثلث الزمرد"، المنطقة التي تختزن أحد أقدم النزاعات في جنوب شرق آسيا، يعود صوت المدافع ليُعلن سقوط اتفاق السلام الذي رَوّج له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كإنجاز دبلوماسي تاريخي..
لكن الحقيقة أكثر مرارة: الاتفاق كان سطحيا، ولم يلمس أصل الخلاف… فانهار خلال أسابيع.
وزارة الدفاع التايلاندية أعلنت ارتفاع عدد القتلى من جنودها إلى 9 قتلى وأكثر من 120 مصابًا في تجدد الاشتباكات مع كمبوديا.
اشتباكات جاءت بعد أسابيع فقط من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الذي حمل بصمة ترامب...
اتفاق احتفلت به واشنطن، لكنّه، كما يقول الخبراء، كان "ورقة ترويج سياسي" لا أكثر… لم يعالج جذور الأزمة التاريخية، ولا النزاع المتجذر في المناطق الحدودية.
الخلاف ليس جديدًا… إنه نزاع على منطقة استراتيجية، شديدة الحساسية، تلتقي فيها حدود تايلاند وكمبوديا ولاوس.
هنا، في "مثلث الزمرد"، اشتعلت أولى شرارات الحرب في مايو الماضي، عندما أدى اشتباك مسلح إلى مقتل جندي كمبودي… لتبدأ بعدها دائرة دم لا تتوقف.
اتفاق ترامب، الذي صُوّر كـ"معجزة دبلوماسية"، كان "هدنة إعلامية" ولم يكن سلاما حقيقيا.
ترامب قال في خطاب بولاية بنسلفانيا إنه قادر على وقف الحرب بـ"مكالمة هاتفية واحدة". لكن الحقيقة على الأرض مختلفة…فالمدافع اليوم لا تنتظر هاتف البيت الأبيض..
