يصادف اليوم، 26 أغسطس، ثاني أيام "عيد الفرح بالله" لدى الطائفة المرشدية في سوريا، وهو العيد الوحيد والأقدس لديهم، ويستمر لثلاثة أيام من الأجواء الروحية الهادئة، والتزيّن بالأجمل، وتبادل الحلوى، في طقسٍ تعبّدي فريد. لكن من هم المرشديون؟ وما الذي يميز عقيدتهم؟
المرشدية هي طائفة روحية صوفية خالصة، لا كهنوت فيها ولا مشايخ ولا أماكن عبادة. صلاتهم هي طقسهم التعبّدي الوحيد، ويؤدونها حيث يشاؤون ومتى يشاؤون. ولا دعوة رسمية لاعتناقها، فكل من يبلغ 14 عامًا يُسأل: هل تريد؟ وإن أجاب بـ"نعم"، يُعلَّم الصلاة.
ينتشر أتباعها، البالغ عددهم نحو 300 ألف، في اللاذقية، وريف حماة، ودمشق، وحمص. ويؤمنون بإرث روحي بدأ مع مؤسسها سلمان المرشد، الذي وُلد، العام 1907، في جبال اللاذقية. اشتهر بكرامته وشعبيته، حتى فاز بمقعد نيابي العام 1943. لكن بعد الاستقلال، أُعدم بتهمة الخيانة، وهي تهمة يرى كثيرون أنها فُبْركت لتصفيته سياسياً.
بعده، جاء ابنه مجيب، الذي أعلن، العام 1951، تأسيس "العقيدة المرشدية"، قبل أن يُعدم هو الآخر بأمر من أديب الشيشكلي، إثر محاولته تشكيل تنظيم مسلح.
ثم تولّى القيادة ساجي المرشد، الأخ الأصغر، حتى وفاته العام 1998. حافظ على استمرارية الطائفة، بل ولعب دورًا سياسيًا في إفشال انقلاب رفعت الأسد ضد شقيقه حافظ.
اليوم، لا مرجعية دينية للمرشديين، فقط أشخاص يُدعون بـ"الملقّنين"، وظيفتهم تلقين الصلاة لمن يرغب.
المرشدية ليست حزبًا سياسيًا بل "دين وجداني"، كما وصفها نور المضيء، آخر رموز العائلة، الذي توفي العام 2015.
حتى في الموت، يبقى الفرح حاضرًا في المرشدية. فعند الوفاة، لا يُقال "البقاء لله"، بل: "أحسن الله خلاصه"، والرد: "شكرًا لك".
في النهاية، هي طائفة روحية تُقدّس الفرح، وتؤمن بالغياب لا الموت، وبالصلاة لا الطقوس، وبالاختيار لا الفرض