في ردهة القلق الأوروبي، ولد صاروخ صغير بحجم رغيف خبز فرنسي، اسمه "مارك 1".
لا يخدعك طوله، 65 سنتيمتراً، فهذا الجهاز الصغير يحمل وعدًا بتحوّل كبير في حرب الدرونات.
طورته شركة إستونية كإجابة على معضلة تواجه الغرب: كيف تسقط درونات رخيصة الثمن دون استخدام صواريخ باهظة تصل قيمتها إلى نصف مليون جنيه إسترليني؟
الفكرة بسيطة: سلاح صغير، دقيق، ورخيص بما يكفي للإنتاج بالجملة.
فلسفة "مارك 1" لا تقوم على الكمال، بل على الكفاءة. صاروخ "جيد بما يكفي" ليُطلق بالعشرات في الدقيقة، ويغطي فجوات الدفاع الجوي في جبهة تمتد من بحر البلطيق إلى البحر الأسود.
يبلغ مدى الصاروخ كيلومترين فقط، لكن ذكاءه الاصطناعي يسمح له بالاعتراض الذاتي دون تدخل بشري كبير، وهو ما يمنح الجيوش ميزة ثمينة في مواجهة أسراب المسيّرات.
ورغم صغر حجمه، يحتوي على رأس حربي، ومستشعر، ومحرك دقيق، صُممت جميعها لتحقيق توازن مثالي أثناء الطيران.
تقول الشركة المنتجة إن هذا الابتكار ليس ترفًا تكنولوجيًا، بل ضرورة دفاعية ستحدد ملامح الحرب الحديثة خلال العقد المقبل.
التحديات التقنية والظروف المناخية قد تقيد فعاليته، لكن في ميدانٍ تختصره الكلفة والعدد، قد يتحوّل هذا الصاروخ إلى سلاح الحسم في السنوات القادمة.