الجيش الإسرائيلي: غارة على منصة صاروخية لحزب الله في منطقة الجبين جنوبي لبنان
السودان أمام مفترق طرق تاريخي!.. اتفاق جديد يضع ملامح دولة علمانية، بجيش موحد، وحكومة مدنية.. لكن، هل ينهي هذا الاتفاق صراع القوى المسلحة؟ أم يفتح الباب على صراع جديد؟
في العاصمة الكينية نيروبي.. ووسط مشهد سياسي وعسكري متشابك.. وقّعت قوى سودانية على "الميثاق التأسيسي"، الذي يضع الأسس لدولة فيدرالية، علمانية، لا مركزية.. ميثاقٌ يهدف إلى تحقيق السلام، وإنهاء الصراعات المستمرة منذ عقود.
أبرز الموقعين؟ قوات الدعم السريع، الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، الجبهة الثورية، أحزاب سياسية كحزب الأمة القومي، وجماعات نقابية وأهلية.. جميعهم اتفقوا على تأسيس سودانٍ جديد، قوامه الحرية، العدالة، والمساواة.
الميثاق لم يكن عادياً.. فقد حظر تأسيس أي حزب على أساس ديني، ومنع استخدام الدين في الدعاية السياسية، بل وأكد على ضرورة إعادة صياغة المناهج التعليمية لتعكس التنوع الثقافي والتاريخي للبلاد.
لكن، ماذا لو لم يتم النص على العلمانية في الدستور؟.. هنا، الميثاق يفتح الباب أمام حق تقرير المصير، أي أن أي إقليم قد يطالب بالاستقلال إن لم تُحترم هذه المبادئ.
الميثاق ذهب أبعد من ذلك، حين نصّ على تفكيك حزب المؤتمر الوطني، والحركة الإسلامية، وكل واجهاتهما السياسية والاقتصادية، ومصادرة أموالهما لصالح الدولة.. خطوة تُعيد للأذهان مطالب الثورة السودانية في 2019!
لطالما كان تعدد الجيوش مشكلة السودان الكبرى.. ولكن الميثاق يضع حدا لهذا الأمر، حيث ينصّ على تأسيس جيشٍ موحد، بعقيدةٍ جديدة، يعكس التنوع السوداني، ويكون خاضعا بالكامل للسلطة المدنية.. لا أيديولوجيا، لا انتماءات سياسية أو قبلية.. فقط جيش يحمي الوطن!
سودانٌ جديد يولد من رحم الصراع.. لكن هل يكفي هذا الميثاق لإنهاء دوامة الحروب والانقلابات؟ أم أن العقبات السياسية والعسكرية ستُجهض هذا الحلم كما حدث مع اتفاقاتٍ سابقة؟