لم يكن الهجوم الإسرائيلي على إيران، فجر الجمعة، مجرد ضربة عسكرية، بل كان قراراً إستراتيجياً اتُّخذ بناء على "المعلومة الذهبية".. معلومة واحدة فقط، قلبت الطاولة داخل غرف الأمن القومي الإسرائيلي.
تقديرات الاستخبارات أكدت أن إيران باتت على بُعد أسابيع فقط من إنتاج قنبلة نووية.. القرار إذن لم يعد خياراً، بل ضرورة وجودية لإسرائيل.
بحسب ما كشفته إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن إيران لم تكن فقط تخصّب اليورانيوم، بل سراً، كانت تُطوّر أخطر مكونات القنبلة النووية.. "مجموعة السلاح" الجزء الذي يُترجم النوايا إلى تفجير نووي فعلي.
هذه المشاريع بدأت بعد هجوم السابع من أكتوبر، حين قررت طهران بصمت فتح أبواب الجحيم، وبدأت تجنيد نخبة من العلماء الإيرانيين، وتوزيعهم على خلايا متفرقة لتطوير أجزاء السلاح النووي، تحت غطاء علمي مُحكم.
عندما بدأت التجارب تنجح، ارتفعت درجة التحذير.. "إذا قررت إيران، فقد تصنع أول قنبلة خلال أسابيع، وربما نكون قد تأخرنا أصلاً"، هنا، دخلت إسرائيل منطقة اللاعودة.
الموساد تحرّك بسرّية غير مسبوقة، أنشأ قواعد للمسيّرات داخل الأراضي الإيرانية، وهرّب مكونات الطائرات دون طيّار والصواريخ الموجّهة إلى قلب طهران.
أكثر من 200 طائرة إسرائيلية نفّذت ضربة واحدة على 100 هدف نووي وعسكري حساس، بعد أن تمكّن الموساد من تدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية من الداخل.
إسرائيل اختارت اللحظة التي شعرت فيها أن الخطر لم يعد احتمالاً، بل واقعاً يقرع الأبواب.
