في قلب العاصمة الليبية طرابلس التي أنهكتها سنوات الفوضى عادت التحركات العسكرية المكثفة لفرض نفسها داخل معظم أحيائها في مشهد أعاد للأذهان أيام الاقتتال العشوائي والخرائط المتغيرة.
لم يأتِ هذا التوتر من فراغ بل جاء بعد أيام فقط من خطاب ألقاه رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة أعلن فيه صراحة أنه لن يتردد في اللجوء إلى القوة العسكرية لإنهاء ما وصفه بـ"التمرد المسلح" من قبل ميليشيات خارجة عن سلطة الدولة.
في خطابه اتهم الدبيبة هذه الجماعات خصوصًا تلك التابعة لجهاز الردع الذي تم حله بمحاولة تنفيذ انقلاب على الحكومة عبر إدخال أسلحة متطورة تفوق ما تمتلكه القوات الرسمية، ولوح بعملية أمنية شاملة لتجريد الميليشيات من سلاحها وإخضاعها للسلطة المركزية.
وفي محاولة استباقية لنزع فتيل الانفجار أعلنت اللجنة المؤقتة للترتيبات الأمنية والعسكرية التابعة للمجلس الرئاسي عن بدء تنفيذ خطة واسعة لإخلاء العاصمة من المظاهر المسلحة بدءا بسحب كافة الآليات من الطرقات مرورا بإنهاء التمركزات العشوائية ووصولا لإعادة المقار المدنية والعسكرية إلى الدولة.
