في قلب صراع محتدم بين السلطة والقانون في الولايات المتحدة.. وجد أكثر من 600 طفل غواتيمالي غير مصحوبين بذويهم أنفسهم على حافة الترحيل القسري من أمريكا لتصبح حياتهم في مهب المخاطر.. لكن المحكمة الفدرالية في واشنطن وضعت في اللحظات الأخيرة حداً لهذه الكارثة المحتملة معلقة عملية ترحيلهم في خطوة اعتبرها الكثيرون انتكاسة كبيرة لإدارة ترامب الصارمة تجاه الهجرة.
تقول صحيفة واشنطن بوست إن هؤلاء الأطفال الذين يعيشون حالياً في الولايات المتحدة كانوا مهددين بالإعادة إلى بلادهم بموجب اتفاق بين واشنطن وغواتيمالا وفق ما أكدت وثيقة قضائية صادرة عن المحكمة الفدرالية في العاصمة.. لكن حكماً صدر عقب شكوى طارئة قدمتها مجموعة للدفاع عن حقوق المهاجرين أوقف مؤقتاً ترحيلهم لمدة لا تقل عن 14 يوماً ليمنحهم نافذة أمل قصيرة على الأقل وربّما المناورة لإلغاء القرار أو تجميده في المدى المنظور.
مجموعة "المركز الوطني لقانون الهجرة" قالت للصحيفة إن قرار إدارة ترامب بإعادة الأطفال يشكل "انتزاعاً لأطفال ضعفاء وخائفين من أسرهم وإرسالهم نحو خطر محتمل"، مشيرة إلى أنهم كانوا معرّضين "لخطر وشيك بالترحيل غير القانوني" وأضاف إيفرين أوليفاريس المسؤول في المنظمة: "نشعر بالارتياح لأن المحكمة منعت وقوع هذا الظلم قبل أن يعاني مئات الأطفال ضرراً لا يمكن إصلاحه".
ثمة من يرى أن هذا الحكم يمثل ضربة جديدة للرئيس ترامب الذي وعد منذ توليه المنصب في يناير الماضي بتنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة تستهدف ملايين المهاجرين غير النظاميين مؤكداً عزمه على تشديد السياسة الحدودية حتى النهاية.. وبينما يظل الأطفال الغواتيماليون في الولايات المتحدة بانتظار مصيرهم يسلط هذا القرار الضوء على الصراع المستمر بين الطموحات السياسية لترامب والقانون الأمريكي ويعيد القضية الإنسانية إلى واجهة المشهد الوطني.