مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
بين طيّات الجبال، بعيدًا عن أعين الأقمار الصناعية، تُبنى اليوم مدن لا يسكنها البشر، بل تستقر بها صواريخ على أهبة الانطلاق.
إيران، تطوي صفحة التصريحات والمناورات الدبلوماسية، وتُشيِّد ما لا يقل عن ست مدن صاروخية محصّنة، بمداخل متعدّدة، وأنظمة دفاع داخلي، وجدران خرسانية أشبه بحصون ما بعد القيامة.
هذه ليست قواعد عادية، هي مصمّمة للردّ السريع، مجهّزة بصواريخ باليستية، فرط صوتية، وطائرات مسيّرة تنطلق من باطن الأرض، هكذا تقول التقارير الإسرائيلية.
الهدف: ليس الردع فحسب، الرد الفوري في حال اندلاع الحرب هو الهدف الأول من هذا السباق مع الزمن تحت الأرض.
منذ انتهاء "حرب الـ12 يومًا"، التي سُمّيت في إسرائيل بـ"الأسد الصاعد"، فهمت طهران الدرس: الحرب القادمة ستكون أكثر عنفًا، وأكثر حسمًا.
إيران تدرك أن منشآت سطحية مكشوفة لم تعد تكفي، فأنشأت قواعد مثل "حاج آباد" قرب مضيق هرمز، حيث الممر الحيوي للطاقة العالمية، وقاعدة "كرمانشاه" ذات المداخل المحصّنة ضد القصف، وصولًا إلى أصفهان، حيث اليورانيوم، والقلق العالمي.
أمام هذه التحركات المثيرة، الغرب يراقب، وإسرائيل تتحضّر، والولايات المتحدة تعيد حساباتها.
كل ذلك يحدث في ظل فشل التوصّل إلى اتفاق نووي جديد، ومع تصاعد التعاون بين إيران وروسيا وكوريا الشمالية.
هل نحن أمام شتاء ساخن ينفجر من باطن الجبال؟
أمام التوتر المتصاعد، فإن ما يجري في إيران من تحصينات تحت الأرض، وبناء قواعد صاروخية متقدمة، لا يمكن قراءته فقط كخطوة هجومية، بل أيضًا كجزء من استراتيجية ردع شاملة ترى فيها طهران وسيلة لحماية مصالحها في ظل غياب اتفاقات أمنية شاملة في المنطقة.
في المقابل، ترى تل أبيب وبعض العواصم الغربية أن هذه التطورات قد تشكل تهديدًا متزايدًا على الاستقرار الإقليمي، خاصة إذا ارتبطت بتقدم في البرنامج النووي أو تعاون عسكري مع أطراف دولية مثيرة للقلق.