لم يكن الجنود الإسرائيليون يعلمون أن اسم طفلة صغير، "هند رجب"، سيلاحقهم أينما ذهبوا، حتى في رحلات استجمامهم خارج البلاد...
هند، الطفلة الغزية، عاشت آخر أيامها محاصرة داخل سيارة ملأتها جثث أفراد عائلتها التي قضت برصاص الجيش الإسرائيلي.
ورغم استغاثاتها عبر الهاتف لأقاربها، لم يستطع أحد الاقتراب من السيارة، حيث واصل الجيش إطلاق النار، مانعًا حتى سيارات الإسعاف من الوصول إليها.
هكذا انتهت حياة هند.. لكنها تحولت اليوم إلى رمز للعدالة، واسم يرعب الجنود الذين كانوا جزءًا من هذه الجرائم.
في بلجيكا، تأسست مؤسسة تحمل اسمها "هند رجب"، لتصبح كابوسًا يثير مخاوف الجنود الإسرائيليين...
تعتمد المؤسسة على كنز رقمي من الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها الجنود أنفسهم خلال عملياتهم في غزة... هذه المواد أصبحت أدلة تدينهم أمام المحاكم الدولية.
تتبع المؤسسة هؤلاء الجنود في إجازاتهم، مستغلة منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
من شواطئ تايلاند إلى عواصم أوروبا، تحولت رحلاتهم إلى كوابيس مع دعوات دولية لاعتقالهم ومحاكمتهم.
أحد الجنود الذين تتبعتهم المؤسسة يروي: "تلقيت مكالمة عاجلة من القنصلية الإسرائيلية.. طلبوا مني مغادرة البلد فورًا، ولم أكن أعلم أن الصور التي نشرتها قد تتحول إلى دليل يدينني".
حتى الآن، أرسلت مؤسسة "هند رجب" أسماء أكثر من ألف جندي إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، متهمة إياهم بارتكاب جرائم حرب.
لكن إسرائيل، وفق الخبراء القانونيين، لم تقدم تحقيقات جدية في هذه الانتهاكات؛ ما يعزز المصداقية الدولية لدعوات المحاكمة الخارجية.