مصدر دبلوماسي أوروبي: خطة الضمانات الأمنية تحظى بدعم إدارة ترامب
حين تصبح شاحنة طعام أغلى من الذهب، وحين تحتجز قوافل الإغاثة خلف الأسلاك الشائكة، يفقد الكثيرون حياتهم ببطء جوعا.. إنها غزة.. حيث الجوع يحاصر الحياة.
لطالما بررت إسرائيل حصارها الخانق على قطاع غزة ومنعت دخول الغذاء والدواء، متهمة حركة حماس بسرقة المساعدات الإنسانية، وعلى رأسها تلك المقدمة من الأمم المتحدة. إلا أن ما تكشف مؤخرا يناقض هذا الادعاء بشكل صارخ.
صحيفة نيويورك تايمز كشفت على لسان مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي أنه لا دليل على أن حماس سرقت بشكل ممنهج تلك المساعدات.
وأكد هؤلاء المسؤولون أن نظام التوزيع التابع للأمم المتحدة، كان فعالا وآمنا إلى حد كبير، مقارنة بالبدائل الأخرى. إلا أنها قررت استبدال هذا النظام بنظام خاص تديره شركة أمريكية تدعى "مؤسسة غزة الإنسانية" ومنذ ذلك التغيير، قُتل أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، وفق وزارة الصحة في غزة.
في موازاة ذلك، أظهر تقرير داخلي للحكومة الأمريكية، نقلته وكالة رويترز أنه لا أدلة على سرقة حماس لأي مساعدات أمريكية.
أكثر من 100 منظمة إنسانية وحقوقية أطلقت تحذيرات صارخة من مجاعة جماعية مطالبة إسرائيل بوقف القيود على دخول المساعدات. كما وقعت 28 دولة من بينها حلفاء تقليديون لإسرائيل كفرنسا وكندا وبريطانيا بيانا مشتركا يدين تقديم إسرائيل المساعدات "بالتنقيط" على سكان غزة.
تزامناً، نفت الحكومة الإسرائيلية وجود مجاعة وألقت باللوم على حماس وسوء تنسيق الأمم المتحدة متجاهلة الشهادات المتزايدة من الأطباء داخل القطاع الذين تحدثوا عن مرضى يموتون جوعا، وعن أطفال تقل أوزانهم إلى أقل من نصف المعدل الطبيعي.
وعلى الرغم من كل ذلك يبقى الواقع في غزة أكثر فظاعة. فبحسب تقارير لمنظمات مثل هيومن رايتس ووتش وبرنامج الأغذية العالمي، يواجه السكان جوعا كارثيا وحرمانا متعمدا من الغذاء حيث آلاف الأطفال يعانون من سوء التغذية ووصفت الأمم المتحدة ما يجري بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العصر الحديث".
وسط هذه الاعترافات يبقى الواقع في غزة أشد إيلاما من كل الادعاءات.. فالمجاعة هناك ليست مصادفة بل حصار "متعمد" في ظل صمت العالم.
