شبح الانقلابات يزور أفريقيا مجدداً، وها هي غينيا بيساو تلحق بالركب بعد أيام فقط من انتخابات رئاسية وتشريعية مثيرة للجدل أعلن بعدها ضباط في الجيش سيطرتهم الكاملة على البلاد وتعليق الانتخابات تزامناً مع حالة فوضى وإغلاق للحدود، فيما يشبه انقلاباً عسكرياً.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه نتائج الانتخابات مبهمة، ادعى حزبان متنافسان في الاقتراع فوزهما، ما عقّد المشهد الانتخابي، وأعاد الذاكرة لما جرى عام 2019 حيث شهدت الانتخابات آنذاك أزمة استمرت أربعة أشهر بعدما أعلن الرئيس إمبالو وزعيم حزب المعارضة الرئيسي دومينغوس بيريرا فوزهما معاً بالانتخابات.
وتزامناً مع ذلك، شن عسكريون كبار موجة اعتقالات واسعة في الجيش قاطعين الطريق المؤدي للقصر الرئاسي، فيما أكد الرئيس عمرو سيسوكو إمبالو أنه اعتُقل داخل قصره وفق ما جاء على لسانه لمجلة "جون أفريك"، مشيراً إلى أنه لم يتعرض لأي عنف خلال هذه الأحداث، التي دبرها وفق قوله، رئيس أركان الجيش.
وعاشت غينيا بيساو في الأسابيع السابقة توتراً متصاعداً، شمل اعتقال ضباط بارزين بتهمة التخطيط لانقلاب قبل الانتخابات، كما أنه وخلال العامين الماضيين فقط، نجا الرئيس إمبالو من محاولتي انقلاب، وحل البرلمان وواجه اتهامات بتوسيع صلاحياته على حساب المعارضة.
بينما شهدت البلاد سلسلة من المحاولات الانقلابية، كان آخرها عام 2022 و2023 حين وصف إمبالو اشتباكات مسلحة في بيساو بأنها محاولة انقلاب أحبطها الجيش الموالي له..
أما اليوم فتعيش البلاد في دوامة فوضى وانعدام لوحدة القرار السياسي، بانتظار النتائج الأولية الرسمية للانتخابات الرئاسية والتشريعية.