كأن التاريخ في غزة لا يُكتب إلا بالحبر الأحمر.. وكأن المشهد لا يعرف غير التكرار.
في أكتوبر 2023، كانت الأرض تهتز تحت أقدام الجرحى في مستشفى المعمداني، حين دوّى انفجار هزّ الضمير الإنساني وصدم العالم.
مجزرة خلّفت أكثر من 500 قتيل من المرضى والنازحين، رسمت ملامح الفاجعة على جدران مستشفى كان يُفترض أن يكون ملاذًا آمنًا.
واليوم، يعود المشهد ذاته، بالتفاصيل ذاتها، وكأن الزمن لم يتحرك خطوة واحدة إلى الأمام.
18 شهرًا فقط فصلت بين الجريمتين. لكن الصواريخ لم تنسَ الطريق. عادت لتقصف قسم الطوارئ والاستقبال، لتُخرج المعمداني عن الخدمة من جديد.
المرضى هرعوا إلى الشوارع، بعضهم جُرّ على الأسرة، وآخرون فارقوا الحياة قبل أن يصلوا باب المستشفى. فما أشبه اليوم بالأمس.
"لا يوجد شبر آمن!" تلك كانت صرخة الناجين، الذين أُجبروا على الهروب من الرعاية المركّزة إلى المجهول، ثم لاحقتهم القذائف.
ما حدث ليس استثناءً، بل جزء من خطة ممنهجة. 34 مستشفى دُمرت والعدّاد لا يتوقف.
فمن يملك الجرأة ليحاسب الجاني، حين تكون الضحية محاصَرة بالصمت؟