قوة إسرائيلية خاصة تقتل مسؤولاً في الجبهة الشعبية بعد تسللها لدير البلح وسط غزة
من بيروت إلى طهران، ومن غزة إلى دمشق، رسم يوآف غالانت خريطة انهيار المشروع الإيراني بحبر الوقائع لا الشعارات، واضعا خامنئي أمام مرآة مكشوفة: "رأيناكم، سمعناكم، وكنّا هناك قبل أن تدركوا ذلك".
تجاوزت الرسالة السياسية، لتصير وثيقة نادرة تشبه بيان نعي مبكر لحلم نووي ظلّت إيران تطارده، حتى اصطدم بجدار الحقيقة كما تراها تل أبيب.
وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق خرج عن صمته برسالة غير مسبوقة، موجّهة مباشرة إلى المرشد الإيراني، حملت بين سطورها إعلان مواجهة بلا أقنعة، واستعراضا لسطوة استخباراتية تدّعي معرفة خصمها أكثر مما يعرف نفسه.
يقول غالانت بوضوح: لم ننتظر الهجوم، بل سبَقْناكم إليه، واصفا تفكيك مراكز القيادة والقدرات الصاروخية والمفاعلات النووية وكأنها لعبة شطرنج تُلعب بنَفَس طويل، لكن بقلب بارد.
لا سلام في هذه الرسالة، ولا دعوة لحوار، معادلة واحدة تُطرح على الطاولة: إما التراجع، أو السحق.
لم تكتفِ إسرائيل، بحسب غالانت، بإحباط المشروع النووي، تل أبيب استثمرت انهيار منظومة الوكلاء لفرض قواعد ردع جديدة، بينما أصبح النظام الإيراني في نظرها كيانا مترنّحا وسط انكشاف استراتيجي شامل.
الرسالة لا تخاطب خامنئي كقائد، بل كرمز لكيان باتت أسراره وأدواته مكشوفة. ومن أراد لعب دور القوة العظمى، فعليه أولا أن يتقن فن البقاء.
وفي ختام رسالته، يلوّح غالانت بحسم: "ما نراه سنهاجمه، وما نهاجمه سيدمَّر، وما تدمرونه بأنفسكم... سنساعدكم على دفنه".
رسالة بلغة غير دبلوماسية، لكنها مفهومة تماما في طهران.
