رئيس وزراء أستراليا: الحكومة ستتبنى إصلاحات للقضاء على الكراهية والتطرف
لم تكن الشرارة هذه المرة صاروخا ولا غارة… بل رجلا واحدا مجهولا ظهر لثوانٍ في فيديو مرتبك، نشره الجيش الإسرائيلي ثم بنى عليه رواية كاملة. ومع هذا الظهور القصير، انفتح باب جديد للجدل، لتعود عقارب غزة إلى حلقة أخرى من الغموض الذي يهدد ما تبقّى من اتفاق وقف إطلاق النار.
مقطع فيديو واحد، قصير، لكنه أشعل عاصفة سياسية وإعلامية. نشره الجيش الإسرائيلي، يظهر فيه مسلّح ملثم، مجهول الهوية، يطلق النار في اتجاهٍ غير واضح… قبل أن يعلن الجيش تصفيته فوراً.
لكنّ ما بدا، وفق الرواية الإسرائيلية، “حادثاً أمنياً معزولاً”، تحوّل إلى نقطة اشتباك جديدة بين تل أبيب وحركة حماس، فبينما يؤكد المتحدث باسم الجيش أن المسلح اجتاز “الخط الأصفر” مستخدماً ممراً إنسانياً لشن هجوم على القوات الإسرائيلية، ترد حماس بسؤال واحد، لكنه ثقيل: من هو هذا الرجل؟ ومن أرسله؟
المكتب السياسي للحركة، لم يكتفِ بالنفي. بل اتهم إسرائيل بفبركة الحادثة، والبحث عن أي ذريعة للانقلاب على الاتفاق، والعودة إلى ما وصفها بـ"حرب الإبادة".
حماس طالبت الوسطاء والإدارة الأمريكية بالتدخل والكشف عن هوية المسلح الذي تصفه إسرائيل بأنه من عناصر الحركة. لكنّ نبرة التصريح حملت ما هو أبعد: اتهام مباشر لإسرائيل بأنها الطرف الذي يخرق الاتفاق يومياً وبشكلٍ ممنهج.
وفي الوقت الذي تتبادل فيه الأطراف الاتهامات، كانت الطائرات الإسرائيلية تُحوِّل الساعات الأولى من فجر الأحد إلى ليلٍ مضيء بالقصف. عشر غارات داخل “الخط الأصفر” في خان يونس، عمليات نسف واسعة في شرق المدينة، روبوتات متفجرة تهز أحياء غزة ومدفعية تضرب شرق رفح بلا توقف.
هذا التصعيد جاء بعد يوم واحد فقط قتل فيه الجيش الإسرائيلي 24 فلسطينياً، في ما تقول تل أبيب إنه رد على إطلاق نار استهدف قواتها. يبقى الرقم الأشد وقعاً ما أعلنه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: ما يناهز 500 خرق للاتفاق منذ دخوله حيّز التنفيذ، خلّفت مئات القتلى والمصابين، إضافة إلى اعتقال عشرات الفلسطينيين.