وزير الخارجية المصري يحذر من خطورة توسع العمليات العسكرية في غزة واستمرار استخدام التجويع كسلاح
"بالنظر إلى الخريطة، وجدت أن مساحة إسرائيل صغيرة جدًا. ولطالما فكرت كيف يمكن توسيعها، إنها تشبه رأس القلم هذا فقط".
لم يغب قائل هذه الجملة كثيرًا منذ عام 2016 عن ساحة الأحداث العالمية وكواليسها، لكنه اليوم وبعد وصوله للمرة الثانية إلى سدة الحكم في أمريكا وحديثه المتكرر حول تهجير الفلسطينيين من غزة إلى الدول المجاورة، وقبل ساعات فقط من لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تُطرح الأسئلة الكثيرة..
فماذا يحمل الحليفان من خطط للشرق الأوسط، وهل تفضي قمة ترامب - نتنياهو إلى وعد بلفور جديد؟
"الضوء الأخضر الأمريكي" هذا ما يسعى نتنياهو للحصول عليه في زيارته للولايات المتحدة، وفق خبراء في الشؤون الأمريكية والإسرائيلية أكدوا أن الزائر القادم من إسرائيل جاء بحثا عن ضوء أخضر لزيادة مساحة إسرائيل وتوسعتها..
بينما شبهوا ذلك بـتوليفة تشبه "صفقة القرن المعدلة" يسعى نتنياهو لإتمامها مستفيدا من التغيرات الكثيرة التي شهدها الشرق الأوسط، والأحداث التي غيّرت موازين القوى بالمنطقة، إذ يسعى نتنياهو لاستغلال كل تلك المتغيرات لتنفيذ أهدافه..
ترامب، الذي لم يأتِ على ذكر مصطلح "حل الدولتين" منذ توليه الحكم، بل استبدل ذلك بالحديث عن تهجير الفلسطينيين وضم الضفة الغربية لإسرائيل ومساحة الأخيرة "الصغيرة"، علّق على وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة بين إسرائيل وحماس، مشيرا إلى أنّ لا ضمانات بأن السلام سيصمد، وذلك أمام الصحفيين في مكتبه بالبيت الأبيض عشية لقائه نتنياهو..
لكن مبعوثه الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف دخل على خط الإجابة، وقال إن الهدنة صامدة حتى الآن، وإن بلاده تأمل بأن يتم إخراج الرهائن والتسوية السلمية للوضع برمته..
ومن جهتها، كشفت القناة الـ12 الإسرائيلية، أنّ نتنياهو سيقترح على ترامب تغيير ترتيب الأولويات في الشرق الأوسط، والتركيز على المضي قدما في الهجوم على إيران قبل إتمام صفقة إطلاق سراح الرهائن.
وبين نوايا نتنياهو وحساباته الخاصة، وإشارات ترامب الكثيرة وتلميحاته الأكثر، لا يبقى لدى المحللين السياسيين هوامش كثيرة للشعور بالتفاؤل حيال أفكار ترامب وخططه للسنوات الأربع القادمة، الأمر الذي يفرض عليهم طرح المزيد من الأسئلة حول مستقبل ضبابي تلاحق فيه الخرائط الإسرائيلية الجديدة شعب فلسطين، كما تلاحق تصريحات ترامب مستقبل المنطقة وجميعها أسئلة ربما ستكون إجابتها برسم الساعات القادمة.