على طاولة الكرملين ملف يثير القلق.. ملف إيران النووي، ففي زيارة غير عادية إلى موسكو، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على رأس وفد دبلوماسي، بحثًا عن شريك يمكن أن يعيد بلاده إلى قلب الطاقة النووية، بعد أن عطّلت العقوبات الغربية جزءًا كبيرًا من مشاريعها.
مصادر دبلوماسية أوروبية تكشف أن طهران تسعى لإحياء نصف قدراتها النووية قبل الصيف المقبل، عبر دعم روسي رسمي أو شركات متعددة الجنسيات، لتوفير المعدات التقنية والفنية لمفاعلاتها التي تعرضت للضرر في حرب الـ12 يومًا.
العقوبات الأمريكية والأوروبية أغلقت معظم الأبواب أمام إيران، لكنها لم توقف إرادة العلماء الإيرانيين، الذين أصبحوا الركيزة الأساسية في استمرار البرنامج النووي، مع الاعتماد على التصنيع المحلي لتعويض النقص في المعدات.
روسيا، بحسب المصدر هي الوجهة الأساسية لطهران لتعويض النقص، لكن التوقعات الإيرانية صعبة التحقيق، فالصفقات المرتقبة مع شركات روسية، مقابل مسيرات وصواريخ محلية الصنع، تواجه مقاومة كبيرة، بينما موسكو تقدم دعمها بمستويات محدودة تحت عباءة المعاهدة الاستراتيجية بين البلدين.
عراقجي شدد على أن الخيار العسكري لم يعد فعالًا، وأن التكنولوجيا وإرادة الشعب الإيراني لا يمكن تدميرها بالقصف، مؤكدًا فشل الضغوط والتهديدات خلال السنوات الماضية.
الزيارة وفق محللين تعكس تحوّل العلاقة الإيرانية الروسية من تعاون استراتيجي إلى علاقة وجودية، في ظل عداء مشترك للغرب، وأن الهدف الرئيس هو إعادة هيكلة مسارات التعامل النووي، والالتفاف على الحظر الدولي.
مع وجود موسكو كحماية دبلوماسية وغطاء سياسي، وطهران كبوابة للمنتجات الروسية إلى الشرق الأوسط، يبدو أن هذا الملف المحظور لن يختفي من جدول الأحداث الدولية قريبًا، وسيظل يشكّل نقطة اشتعال للسياسة الإقليمية والعالمية.
