في خطوة تُعيد إلى الأذهان تداعيات غزو العراق العام 2003، تُخطط إسرائيل، بقيادة بنيامين نتنياهو، لتنفيذ خطة تهدف إلى القضاء التام على حركة حماس في قطاع غزة، دون تقديم بديل سياسي واضح، وهي ما تُعرف بـ "خطة عربات جدعون"، التي لم تقتصر على توسيع العمليات العسكرية في القطاع، بل هي بمنزلة تمهيد لفرض سيطرة أمريكية مباشرة عليه.
وفي ظل عدم وجود بديل لحماس، تتجه إسرائيل للتنفيذ دون طرح بديل محتمل لحماس، لا بوجود حكومة فلسطينية بديلة، ولا سيطرة عربية مؤقتة، ولا حتى إعادة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، الأمر الذي شببه مراقبون بحال العراق قبل أكثر من 20 عاماً، حيث إنه وبعد سقوط صدام حسين، دخل البلاد في دوامة فوضى عارمة نتيجة غياب البديل.
ووفقاً لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن هذه الخطة تُدار عملياً من قبل شخصيتين كانا من أبرز مؤيدي غزو العراق، وهما نتنياهو الذي سافر إلى واشنطن في ذلك الحين لإقناع الكونغرس بضرورة إسقاط صدام حسين، ورون ديرمر، مستشاره المقرب والوزير البارز في حكومته الحالية.
تشمل الخطة إقامة "مجمع إنساني" في جنوب قطاع غزة تحت إشراف الجيش الإسرائيلي، حيث سيتم حشد نحو مليوني فلسطيني في هذا المجمع المحاط بالأسلاك الشائكة. تُنفذ هذه الخطة بمشاركة أمريكية مباشرة عبر شركات ستعمل في هذا المجمّع، مما يثير تساؤلات حول نوايا الولايات المتحدة في المنطقة.
اللافت في الأمر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي طالما أعلن معارضته لنهج المحافظين الجدد، يبدو متساهلاً تجاه هذه الخطة، رغم أنها تتعارض مع جوهر شعارات حملته ووعوده الانتخابية، في خطوة تثير مخاوف من تكرار سيناريو العراق، فهل ستؤدي هذه الخطة إلى استقرار في غزة، أم أنها ستغرق المنطقة في مزيد من الفوضى؟