لم يعد ملف غزة يدار تحت طاولة البيت الأبيض بل فوقها؛ فالخطوة المرتبطة بتعيين جنرال أمريكي لقيادة "قوة الاستقرار الدولية" ليست تفصيلًا تقنيًا، بل تأكيد بأن مرحلة ما بعد الحرب لن تكتب في القطاع، بل خارجه..
قرار لا يعيد توزيع الأدوار فحسب، بل يجعلها بيد القابعين في واشنطن.. ومن هنا يظهر السؤال الأبرز: هل انتقلت الولايات المتحدة من دور الوسيط إلى القائد الميداني؟
ولأن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار لم تعد مجرد بند تفاوضي، بل مشروع إدارة أمنية وسياسية، يظهر اسم الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز كأبرز المرشحين لقيادة "قوة الاستقرار" في غزة؛ رجل يعرف المنطقة جيدًا بحكم مهام سابقة في العراق وسوريا.. وهنا تبدو النوايا أكثر وضوحًا بانتقال نوعي في طبيعة الدور الأمريكي.
الخطة، بحسب مصادر مطلعة لـ"إرم نيوز"، تقوم على إحلال أجهزة أمنية جديدة محل البنية التابعة لحماس، عبر دمج موظفين سابقين في أجهزة السلطة الفلسطينية وتدريب نحو عشرة آلاف عنصر أمن في مصر والأردن تحت إشراف أمريكي مباشر..
أما القوة الدولية التي سيقودها الجنرال الأمريكي فلن تكون رمزية، بل ستتولى مهام الشرطة وضبط الأمن الداخلي وإنهاء الفوضى، إلى جانب الفصل بين القوات على حدود القطاع.
سياسيًا، يشير التطور الراهن إلى أن غزة تدخل قريبًا مرحلة "إدارة دولية بمرجعية أمريكية"، حيث تصبح إعادة الإعمار والأمن وحتى تفاصيل الحياة اليومية جزءًا من رؤية ترامب الموضوعة في خطة السلام..

وبالتالي يطرح السؤال: هل يمنح دخول الولايات المتحدة بجنرالها محاولة واقعية لضبط قطاع أنهكته الحرب أم بداية لصدام أكبر يضع الجميع على خط النار؟