الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي
بين سراب الوعود الدولية وسكون العالم المريب، تتقدّم إسرائيل بخطى حثيثة، بأمر المتطرف بتسلئيل سموتريتش نحو "دفن الدولة الفلسطينية"، الخطة التي لا تكتفي بسلب الأرض، بل تهدف إلى تمزيق الجغرافيا، ومحو الهوية.
ولم يعد الأمر مجرد توسع استيطاني، هو مشروع ممنهج لإغلاق الباب نهائيًا أمام قيام دولة فلسطينية مستقلة، عبر سلسلة خطوات تبدأ بفصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية، وتنتهي بتقطيع أوصال الأرض الفلسطينية إلى رقعات معزولة ومحاصرة، ضمن مخطط E1.
الخطة ليست نظرية، بل تنفيذية، تقودها شخصيات يمينية متطرفة وعلى رأسها وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، وسط دعم حكومي وصمت دولي، في لحظة فارقة.
سموتريتش صرّح علنًا بأن الهدف هو إدخال مليون مستوطن إلى الضفة الغربية، مؤكدًا دعم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لهذا التوجه.
المخطط الاستيطاني يشمل بناء مستوطنات جديدة، وحدائق ومناطق صناعية، ومرافق أمنية، ومكب نفايات، وكل ذلك على حساب الأراضي الفلسطينية الخاصة والعامة، وخاصة في مناطق عناتا وشعفاط والعيزرية، وسط مساعٍ لطرد التجمعات البدوية قسرًا.
المنطقة "E1"، التي تبلغ مساحتها نحو 12,000 دونم، تُعد شريانًا جغرافيًا حيويًا، إذ إن البناء فيها سيُقسم الضفة إلى جزئين، ويُحكم عزل القدس عن امتدادها الفلسطيني، ما يُفقد أي دولة فلسطينية مقوماتها الجغرافية والديموغرافية.
الرئاسة الفلسطينية ندّدت بالمخطط واعتبرته غير شرعي وفق القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، محمّلةً الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن التداعيات الخطيرة للمشروع، الذي يهدد بتفجير الأوضاع في الأراضي المحتلة.
من جهتها، حذّرت منظمات حقوقية مثل "بيتسيلم" من أن تنفيذ الخطة يشكل خرقًا صارخًا للقانون الدولي، ويمس بحقوق الإنسان الفلسطيني بشكل مباشر، خاصة مع تهجير عشرات التجمعات البدوية وتقييد حركة الفلسطينيين داخل الضفة.
ووفقاً لمراقبين، ما يجري اليوم ليس مجرد استيطان، بل عملية هندسة جغرافية وديموغرافية كاملة، هدفها إنهاء الحلم الفلسطيني من جذوره.