في قلب آسيا، تتشكل قوة جديدة.. قوة لا تقبل بأن تكون مجرد تابع أو طرف ثان في النظام العالمي.. الصين، روسيا، والهند، تحت مظلة منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس، لم تعد مجرد شركاء اقتصاديين، بل صانعو نظام عالمي جديد، يسعى لتأسيس قواعد مالية وسياسية مستقلة، وفق مراقبين، بعيدا عن الهيمنة الغربية وحق النقض الأمريكي.
هذه الدول تصنع قواعد اللعبة بنفسها.. تحالفات قديمة تُعاد صياغتها، وتوازنات جديدة تتشكل.. الهند التي طالما اعتُبرت حليفا هشا للغرب، تتقرب اليوم من روسيا والصين، وتعيد تعريف دورها الإقليمي والدولي. في الوقت نفسه، الصين وروسيا تعملان على تقوية شبكة اقتصادية وسياسية تتجاوز السيطرة التقليدية للولايات المتحدة وأوروبا.
الرسوم الجمركية والعقوبات الغربية، بدلا من أن تُضعف هذه الدول، عززت تصميمها على بناء بديل حقيقي للنظام العالمي القديم، قائم على التعاون، والاستقلال، والابتكار.. هذه ليست مجرد حسابات اقتصادية، بل رؤية استراتيجية لتوازن عالمي جديد، متعدد الأقطاب، لا يُسيطر عليه طرف واحد.
في هذه اللحظة، يشهد العالم مرحلة جديدة.. مرحلة تُعيد رسم ملامح السياسة الدولية، حيث تتحرك كل قوة وفق مصالحها واستراتيجياتها، تاركة الغرب أمام حقيقة لا يمكن تجاهلها.. السيطرة المطلقة قد تكون منتهية، والعالم قد يصبح قريبًا ليس مركزه الولايات المتحدة وحدها، بل رقعة شطرنج ضخمة، تتحرك فيها كل قوة بثقلها ونفوذها.