كمن يقف أمام بابين مغلقين لا ثالث لهما، يجد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نفسه اليوم.. فالمعادلة التي بنت عليها كييف قدرتها على الصمود في وجه الحرب الروسية بدأت تتصدع مع تحول الدعم العسكري الأمريكي من "مساندة استراتيجية" إلى "ورقة مساومة" تستخدم للتوقيع على خطة سلام توصف بـ"المرة".
وتحت طائلة تخفيض مستوى الإمدادات الحيوية من ذخائر ومعلومات استخباراتية.. تضغط الولايات المتحدة على أوكرانيا لقبول خطة السلام ذات الـ28 بندا قبل يوم الخميس المقبل.. تقول مصادر صحفية أمريكية إن المهلة الزمنية، التي فرضت بشكل مباشر، قلبت موازين التفاوض داخل العاصمة الأوكرانية وحولت هامش "الخطوط الحمراء" لمساحات ضيقة تكاد تختفي مع اقتراب العد التنازلي من النهاية.
وفي "مقاعد المتفرجين" يجلس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الضفة المقابلة.. يراقب التحولات بدقة ويستغل تراجع قدرة زيلينسكي على اتخاذ موقف مستقل، ومع كل دقيقة تمضي تتسع رقعة السيطرة الروسية على الأرض، ما يمنح قاطن الكرملين ورقة رابحة على طاولة التفاوض الدبلوماسية.
وفي جردة حساب الخيارات، يرى مراقبون، أن الرئيس الأوكراني محاصر بين ثلاثة عوامل متزامنة.. نقص السلاح وضيق الوقت.. إلى جانب تراجع دعم بعض الحلفاء، فالأزمة الداخلية في كييف، وفضائح الفساد التي أطاحت بوزيرين في غضون أسابيع، جعلت الغرب أكثر انفتاحا على إغلاق الملف بأي شكل "سلمي" قبل أن يتضخم عبء سياسي واقتصادي.
وبين إغلاق الولايات المتحدة لنافذة الدعم وتزايد القضم الروسي للأراضي.. تجد أوكرانيا نفسها أمام مسار إلزامي أكثر منه خيارا تفاوضيا.. ووفقا لمطلعين على الملف فإن زيلينسكي مطالب بالإجابة بـ"نعم" على خطة دونالد ترامب للسلام وأن الإجابة بـ"لا" غير مطروحة أساسا.