في خطوة متوقعة بعد سقوط الأسد.. الإدارة الجديدة في دمشق تغلق الأجواء السورية أمام الطيران الإيراني.. طائرات "ماهان" و"قشم" لم تعد تعبر.. الرحلات العسكرية والتجارية توقفت تمامًا.. فماذا يعني هذا القرار؟ ولماذا الآن؟
بحسب مصادر رسمية لـ"إرم نيوز" فقد أبلغت السلطات السورية الجديدة سلطات الطيران الإيرانية بقرار الحظر النهائي.. لم تعد الطائرات الإيرانية العسكرية أو المدنية قادرة على التحليق فوق سوريا.. ولم يعد مطار دمشق نقطة عبور لطهران نحو لبنان.
وبحسب التقارير، فإن الطائرات الإيرانية اضطرت لتغيير مساراتها، متجنبة المجال الجوي السوري بالكامل، ما أجبر المسافرين الإيرانيين والسوريين على البحث عن طرق بديلة عبر بيروت أو بغداد.
لأعوام، استخدمت إيران سوريا كجسر جويّ لنقل السلاح والتمويل لحلفائها في لبنان وفلسطين، مستغلة المجال الجوي السوري كطريق آمن لعبور طائراتها العسكرية وشحناتها السرية، ولكن، مع تغير المعادلة السياسية وسقوط نظام الأسد، اتجهت دمشق نحو فك الارتباط بطهران، وإعادة رسم خارطة تحالفاتها، ما اضطر إيران إلى البحث عن مسارات بديلة عبر تركيا والعراق، لكن السؤال الأهم.. ما تأثير هذا الحظر؟ هل يشكل قطيعة كبيرة بين دمشق وطهران؟ وهل تسعى الإدارة الجديدة لقطع النفوذ الإيراني نهائيا في المنطقة؟
تقارير دولية أكدت أن إيران كانت تستخدم الأجواء السورية لنقل الأسلحة إلى حزب الله في لبنان، وربما حتى إلى غزة.. ومع الإغلاق المفاجئ لهذا المسار، تواجه طهران عزلة جديدة، قد تكون الأقسى منذ عقود.
واشنطن من جهتها تفرض عقوبات على طيران "ماهان" و"قشم" لدعمهما ميليشيات في المنطقة، وفي أكتوبر، رُصدت طائرة "ماهان" متجهة إلى لبنان أو سوريا قبل أن تعود أدراجها بعد تحذير إسرائيلي، وسط اتهامات بنقل أسلحة لحزب الله وتمويله، إضافة إلى شبهات بنقل مكونات نووية.
طهران اليوم في مأزق بعد أن فقدت أهم ممراتها الجوية نحو لبنان.. فهل ستبحث عن طريق آخر؟