مكالمة هاتفية من ساعة وخمس عشرة دقيقة بين زعيمين لطالما أثارا الجدل.. الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين تناولا أخطر الملفات الدولية من التصعيد الدموي في أوكرانيا إلى شبح النووي الإيراني.. وبين السطور رسائل حملت بين طياتها رسائل ساخنة وتحذيرات غير مسبوقة.
ترامب الذي نشر تفاصيل المكالمة عبر منصته "تروث سوشال" وصف الحديث بأنه "جيد" لكنه أقرّ بأنه "ليس من النوع الذي يصنع السلام الفوري"، مشيراً إلى أن بوتين بدا حازماً للغاية بشأن الرد على الهجمات الأوكرانية الأخيرة التي استهدفت طائرات عسكرية روسية.
هذه المكالمة هي الأولى المعلنة بين الزعيمين منذ 19 مايو الماضي وجاءت في توقيت بالغ الحساسية تزامناً مع تصعيد ميداني عنيف في أوكرانيا وهجمات وصفت بـ"الإرهابية" على جسرين داخل الأراضي الروسية أسفرت عن مقتل 7 أشخاص وإصابة أكثر من 115، بالتزامن مع تفجير خط سكة حديد لحظة مرور قطار يقل 388 راكباً.
وفيما بدت المكالمة بمرتبة جس نبض قبيل الجولة الثانية من محادثات السلام المرتقبة في تركيا كشف ترامب أنه ناقش مع بوتين أيضا ملف إيران النووي وأبلغه صراحة "إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً"، لافتاً إلى أن بوتين وافقه الرأي بل وأبدى استعداده للعب دور في المفاوضات مع طهران وربما الدفع نحو حل سريع.
من جانبه، أكد يوري أوشاكوف مساعد بوتين للشؤون الخارجية أن المحادثة ركزت بشكل كبير على الهجمات الأوكرانية الأخيرة ضد مدنيين روس، إضافة إلى الجولة الثانية من المفاوضات الروسية-الأوكرانية، مشيراً إلى أن الاتصال كان "إيجابياً وبناءً"، وأن الزعيمين اتفقا على "الحفاظ على تواصل دائم".
اللافت أن ترامب الذي لطالما أبدى إعجابه العلني ببوتين لم يُخفِ في الأسابيع الأخيرة شعوراً متنامياً بالإحباط من مواقف موسكو، خصوصاً في ما يتعلق بمفاوضات الهدنة مع كييف التي يبدو أنها وصلت إلى طريق مسدود.
فهل يمهد هذا الاتصال لصفقة ما في الكواليس؟ أم أن الزعيمين اختارا فقط تبادل الرسائل في العلن بينما التصعيد مستمر على الأرض.