صباحٌ خانق، احترقت فيه خان يونس بكل ما فيها.. السماء اشتعلت بالطائرات، والأرض انشقت عن نار القصف، وأصوات الانفجارات قطّعت سكون المدينة إلى أشلاء.
ثلاثون غارة خلال نصف ساعة فقط، لكنها كانت كفيلة بتحويل المدينة إلى مشهد من يوم القيامة.. بيوت سويت بالأرض، مستشفيات أصابها القصف، خيام تحترق، وصرخات الأطفال تملأ الفراغ.
قتلى وعشرات الجرحى، بعضهم لم يصل المستشفى إطلاقًا، لأن سيارات الإسعاف نفسها كانت تحت القصف، عاجزة عن التحرك، محاصرة بالنيران.
في مجمع ناصر الطبي، مشهد لا ينسى.. ممرات تغرق بالدم، أطباء يركضون، وأمهات يبحثن عن فلذات أكبادهن بين الجثث، فيما وصف الناشطون اللحظة بنصف ساعة من الجحيم، كأنها نهاية العالم.
في نهاية المجزرة، خرج المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ليقول: "نحن في ذروة عملية عربات جدعون.. نعمل في كل قطاع غزة".
رئيس الوزراء الإسرائيلي قالها بصراحة "سنسيطر على كامل قطاع غزة.. نخوض قتالا عنيفا، وبدأنا اليوم عملية خاصة لا يمكن كشف تفاصيلها".
لكنه أضاف ما هو أخطر: "لتحقيق النصر.. يجب ألا نُدخل غزة في مجاعة، لأن العالم لن يدعمنا عندها."