تخيل أن طائرًا صغيرًا يطير بالقرب منك، لكن هذا الطائر ليس طبيعيًا نصفه حشرة والنصف الآخر جاسوس.. هذا ليس مشهدًا من فيلم خيال علمي، بل هو واقع علمي بدأ يتشكل في مختبرات الصين
في ابتكار غير مسبوق، تمكن فريق من العلماء بقيادة البروفيسور تشاو جيليانغ من معهد بكين للتكنولوجيا من تحويل النحل إلى كائنات نصف آلية باستخدام تكنولوجيا عالية حيث يستطيع هذا النحل الذكي تلقي أوامر التحكم من مسافة بعيدة عبر الجهاز الذي تم تطويره وهو جهاز صغير جدًا لدرجة أنه أخف من رشة ملح، يتم تثبيته مباشرة على ظهر النحلة، ويتصل بأدمغتها عبر إبر دقيقة مدمجة أما عن النتيجة فهي القدرة على توجيه حركة النحل في الاتجاهات المطلوبة بدقة مذهلة..
هذا النجاح يشير إلى دخول مرحلة جديدة تمامًا من الدمج بين الكائنات الحية والتكنولوجيا، حيث يمكن لهذه الكائنات الصغيرة جمع البيانات ونقلها من بيئات قد تكون مستحيلة على الإنسان أو الروبوتات التقليدية.
لكن كما هو الحال مع أي ابتكار جديد، هناك تحديات تواجه هذا المجال. البطارية التي تزود النحل بالطاقة تظل ضعيفة، والجهاز يجب أن يُخصص لكل نوع من الحشرات. مع ذلك، يبدو أن هناك الكثير من الإمكانيات لمستقبل يمكن أن يصبح فيه النحل السايبورغ جزءًا من عمليات البحث، الاستطلاع العسكري أو حتى مراقبة البيئات الملوثة فالنحل لم يعد مجرد حشرة تقوم بجمع العسل، بل أداة حيوية في عالم يتقاطع فيه العلم مع الطبيعة بشكل غير مسبوق.
