تتأرجح المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس بين مدٍّ وجزر تحت رعاية ثلاثية تضم الولايات المتحدة ومصر وقطر، وسط آمال خجولة بحثاً عن بصيص أمل قد يفتح نافذة فرج للغزيين.
لكن خلف الكواليس في اجتماعات القاهرة تتباين الطروحات ويظهر أن الهوة بين المقترحين المصري والإسرائيلي أعمق مما يبدو.. إذ وصف مصدر فلسطيني مطّلع المقترح الإسرائيلي بأنه "مختلف كلياً" عن العرض المصري، في إشارة إلى وجود تفاصيل غامضة وربما مفاجآت غير متوقعة.
المقترح الإسرائيلي الذي تم تقديمه عبر الوسطاء يشمل 10 بنود رئيسة أبرزها نزع سلاح حركة حماس بالكامل، وهو شرط رفضته الحركة بشدة مؤكدة أن "سلاح المقاومة ليس للتفاوض بل هو حق مشروع للشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه".
ومن بين البنود وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 45 يوماً بدلاً من 70 يوماً.. وفي اليوم الأول تطالب إسرائيل بالإفراج عن الجندي ألكسندر عيدان الذي يحمل الجنسية الأمريكية كـ"بادرة حسن نية" خاصة تجاه واشنطن.
أما اليوم الثاني يتم الإفراج عن 5 أسرى إسرائيليين مقابل إطلاق سراح 66 أسيراً محكومًا بالمؤبد و611 معتقلا من غزة.
وفي اليوم السابع تطلق حماس 4 أسرى آخرين مقابل 54 محكوماً بالمؤبد و500 معتقل بعد 7 أكتوبر.
كما ينص المقترح على عدم إقامة أي مراسم علنية عند إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين وإدخال مساعدات ومعدات لإيواء النازحين وإعادة انتشار الجيش الإسرائيلي في مناطق مختلفة من القطاع.
لكن رغم ما يبدو من تقدم على الورق فإن الواقع مختلف، فبيان حماس الأخير كان واضحاً، فقد جاء فيه: "نحن ندرس المقترح بمسؤولية وطنية عالية وسنقدّم ردّنا عليه في أقرب وقت".
مصادر قريبة من الحركة ألمحت إلى أن المقترح لا يلبي أهم الشروط الفلسطينية وعلى رأسها وقف شامل للحرب وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من القطاع؛ ما يهدد بنسف الجهود الدبلوماسية من الأساس.
