في وقت صعّدت فيه الحكومة الإسرائيلية من لهجتها بشأن غزة، بدا أن الصوت المعارض هذه المرة لم يأتِ من الخارج، بل من داخل المؤسسة العسكرية نفسها.
رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، أطلق تحذيراً نادرا قائلا إن السيطرة طويلة الأمد على قطاع غزة ستكون "صعبة للغاية"، والجيش بات منهكاً.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن زامير قوله، إن وحدات الاحتياط تعاني من الإرهاق، ما ينذر بتداعيات خطيرة ومباشرة على قدرات الجيش.
التصريح يأتي بعد ساعات فقط من موافقة الحكومة الإسرائيلية على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة، في اجتماع استمر أكثر من 10 ساعات، ورغم المعارضة الصريحة من رئيس الأركان، مضت الحكومة قُدماً بالخطة.
الرفض لم يقتصر على المؤسسة العسكرية فزعيم المعارضة يائير لابيد وصف الخطة بـ"الكارثة السياسية والعسكرية"، وقال إنها جاءت "خلافاً لرأي الجيش والأجهزة الأمنية"، وستقود إلى مزيد من القتلى، وموت الرهائن، وأزمات داخلية وخارجية، وتكاليف باهظة.
وفي الخلفية، تظهر صور الأقمار الصناعية تحركات مكثفة للجيش الإسرائيلي على حدود القطاع، ما يعزز احتمالات تصعيد جديد، في وقت تبدو فيه الأهداف السياسية والعسكرية للحكومة غير واضحة.
فهل فعلاً تملك إسرائيل القدرة على خوض معركة طويلة داخل غزة؟ أم أن الخطة الجديدة بداية لتورط لا تملك مخرجاً منه؟