وسط أجواء مشحونة وتوقعات حذرة و تصريحات صادمة.. التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في "غرفة مغلقة" داخل البيت الأبيض، في لقاء وصفته الصحافة العبرية بـ"التاريخي"، لكن ماذا جرى فعلاً بعيدًا عن الكاميرات؟
أمام عدسات الإعلام تلقى نتنياهو إشادة غير مسبوقة من ترامب، لكن خلف الكواليس كان هناك جدول أعمال مزدحم بالقضايا المصيرية، وعلى رأسها الملف الإيراني، وصفقة أسلحة ضخمة بقيمة مليار دولار تخطط إدارة ترامب تزويد إسرائيل بها.
ورغم التأكيدات المتكررة من مساعدي نتنياهو أن الطرفين متفقان على تحقيق أهداف الحرب في غزة، فإن الواقع كان أكثر تعقيدًا، إذ دخل كل منهما اللقاء بأهداف مختلفة تمامًا.
بالنسبة إلى ترامب لم يكن إنهاء الحرب في غزة هدفًا بحد ذاته بل مجرد خطوة ضرورية نحو مشروعه الأكبر وهو "إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط".. وبالنسبة له فإن وقف القتال هو نقطة انطلاق لترتيب إقليمي جديد يرسخ نفوذ الولايات المتحدة وحلفائها.
أما نتنياهو فالأمر أكثر تعقيدًا.. فبعد 15 شهرًا من المعارك والخسائر البشرية الهائلة، فإن إنهاء الحرب دون القضاء على حماس يعني "هزيمة سياسية مدوية" تهدد مستقبله السياسي وتضعه في مواجهة غضب الشارع الإسرائيلي.
وفي صراع الأولويات.. هل تمكن نتنياهو من إقناع ترامب بتمديد الحرب لتحقيق "نصر كامل"، أم أن رؤية ترامب لإعادة ترتيب المنطقة ستفرض على إسرائيل قرارات صعبة؟.. الأسئلة كثيرة لكن الأكيد أن ما جرى في الغرفة المغلقة سيحدد ملامح الشرق الأوسط في المدة القادمة.