في تصعيد عسكري مشحون بالدلالات الرمزية، أطلقت الهند على عمليتها العسكرية الأخيرة ضد باكستان اسمًا غير تقليدي: "السندور"
لكن، ما الذي أرادت نيودلهي الإشارة إليه من خلال هذا الاسم؟ وما رمزيته في هذا السياق المتفجر؟
"السندور" هو اسم يحمل أبعادًا ثقافية وعاطفية في المجتمع الهندي، ويشير إلى المسحوق الأحمر الذي تضعه النساء الهندوسيات المتزوجات على جباههن، رمزًا للحماية والالتزام بالعلاقة الزوجية، غير أن هذا الرمز يتلاشى بمجرد وفاة الزوج، حيث تتوقف المرأة عن وضعه إيذانًا بترملها، وهذه هي الرسالة التي أرادت الهند إيصالها من خلال استخدام الاسم لوصف العملية العسكرية ردًّا على هجوم أودى بحياة أزواج وآباء وتسبب في تحويل نساء كثيرات إلى أرامل.
كما لا يقتصر استخدام "السندور" على النساء المتزوجات فقط، بل يستخدمه الرجال والفتيان والفتيات والأطفال الصغار أثناء زيارتهم للمعبد، حيث يقوم الكاهن بوضع نقطة من هذا المسحوق على جباههم.
الهند أطلقت هذا الاسم على عمليتها العسكرية التي شنتها ضد باكستان في أعقاب هجوم دموي وقع في منطقة باهالغام بإقليم كشمير في أبريل الماضي حين فتحت جماعة مسلحة النار على مجموعة من السياح الهندوس؛ ما أسفر عن مقتل 26 شخصًا، في إحدى أسوأ الهجمات على المدنيين منذ نحو عقدين، لتفجر الحادثة موجة غضب عارمة في الشارع الهندي؛ إذ تسببت بتصعيد غير مسبوق مع باكستان التي نفت الاتهامات الموجهة إليها من الهند حول مسألة دعمها للجماعات المسلحة.