بينما يسطع نجم فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي وبراهيم دياز في هجوم ريال مدريد، يعيش رودريجو واحدة من أصعب لحظاته مع النادي.
اللاعب البرازيلي، الذي كان يعد ورقة هجومية أساسية، بات اليوم في الهامش بعيدا عن الأضواء.
ورغم تصريحات تشابي ألونسو التي حاولت طمأنته، تكشف الأرقام واقعا مختلفا: دقائق قليلة، غياب عن التسجيل، ومستقبل غامض يزداد تعقيدا مع اقتراب كأس العالم.
مدرب الميرينجي شدد بعد لقاء أوساسونا أن غياب رودريجو قرار فني بحت لا يستدعي القلق، إلا أن الواقع مختلف.
فمن أصل سبع مباريات رسمية خاضها الفريق حتى الآن تحت قيادة ألونسو، لم يظهر أساسيا سوى في مباراة وحيدة ضد الهلال في مونديال الأندية، بينما غاب كليا عن أربع مواجهات.
وبالأرقام، لم يشارك إلا في 93 دقيقة فقط من أصل 630 دقيقة. حتى المباريات الودية لم تغير الوضع، إذ لعب نصف ساعة أمام فريق نمساوي، سجل خلالها هدفا لم يحتفل به.
الافتتاحية أمام أوساسونا بالدوري الإسباني جسدت المأزق بصورة أوضح. ألونسو أشرك مبابي وفينيسيوس وبراهيم دياز في التشكيل الأساسي، ثم دفع بجونزالو جارسيا وماستانتونو من مقاعد البدلاء، فيما بقي رودريجو متفرجا، بل إن المدرب أوقفه عن الإحماء وأعاده إلى الدكة، ليكون المهاجم الوحيد في القائمة الذي لم يشارك ولو لدقيقة واحدة، رغم غياب عنصر مهم مثل بيلينجهام.
ولأن الموسم الحالي هو ما قبل كأس العالم فالأمر يزداد تعقيدا. رودريجو يدرك أن مكانه في منتخب البرازيل ليس مضمونا، خصوصا أن آخر أهدافه الرسمية تعود إلى الرابع من مارس الماضي في دوري الأبطال.
ومنذ تلك الليلة، لم يسجل، لم يصنع الفارق، ولم يترك حتى انطباعا قويا. الأسوأ كان في نهائي كأس الملك، حين استبدله أنشيلوتي بين الشوطين ليترك مكانه لمبابي، لتبدأ سلسلة التراجع التي لم تتوقف حتى الآن.
الرحيل يبقى خيارا مطروحا، لكن تنفيذه معقد للغاية. قيمة رودريجو السوقية في البريميرليج قد تتجاوز 100 مليون يورو، غير أن الأندية المهتمة لم تتحرك بجدية، بايرن ميونخ ركز على لويس دياز، ومانشستر سيتي لم يقدم عرضا واضحا.
وبما أن سوق الانتقالات سيغلق في الأول من سبتمبر، فإن مواجهة ريال مدريد المقبلة أمام أوفييدو قد تحمل الإجابة الحاسمة: إما بداية استعادة لمكانته، وإما دخول الأيام الأخيرة من الميركاتو بحثا عن مخرج ينقذ مسيرته قبل المونديال.
