من قرية ألمانية هادئة لا يتجاوز عدد سكانها 8 آلاف نسمة خرج الرجل الذي بات، اليوم، "العدو الأول" لموسكو.. أرمين بابرجر اسم يتردد في كواليس أجهزة الاستخبارات الروسية، وعلى رأس قوائم الاغتيالات.. ليس جنرالاً، ولا زعيماً سياسياً بل رجل أعمال، يُعدّ اليوم أهم مورّد سلاح لأوكرانيا.
بابرجر، مهندس ألماني يبلغ من العمر 62 عاما، يرأس شركة راينميتال، أضخم شركة دفاع في ألمانيا، وواحدة من أكبر شركات إنتاج الذخيرة في أوروبا.
بعد اندلاع الحرب، تحوّل إلى شخصية محورية في معادلة تسليح كييف، فزوّدها بمركبات مدرعة، وشاحنات عسكرية، وذخائر بكميات ضخمة، وأعلن عن خطط لبناء 4 مصانع أسلحة داخل أوكرانيا.
وبينما يتحصّن غيره من رجال الأعمال خلف الجدران، اختار هو أن يكون في الواجهة، يستقبل الرئيس زيلينسكي، ويقود حملة إعادة تسليح أوروبا، ويرفع القيمة السوقية لشركته إلى أكثر من 80 مليار يورو، لكنّ هذا النجاح له ثمن.
في أبريل 2024، نجا بابرجر من محاولة اغتيال أُشعلت النيران في منزله، في عملية معقدة نسبها البعض لروسيا، وأعلنت جماعة يسارية مسؤوليتها عنها، قائلة إن "مكان بابرجر غير آمن".
وبحسب شبكة CNN، فإن الاستخبارات الأمريكية حذّرت ألمانيا من خطط روسية متقدمة لاغتياله، في إطار حملة تستهدف كبار صانعي القرار في شركات الدفاع الأوروبية.
بابرجر، الذي يُوصف، الآن" بـ"المستفيد الأول من أكبر إنفاق عسكري في أوروبا منذ عقود"، لا يرى نفسه رجل حرب بل مدافعاً عن النظام الدولي القائم على القواعد، ويقول: "السلام والحرية لا يأتيان مجاناً.
بدأ حياته المهنية، العام 1990، كمهندس بسيط، وتدرّج حتى أصبح المدير التنفيذي العام 2013، ومع بداية حرب أوكرانيا، قلب المعادلة حرّك مصانع راينميتال، وضاعف الإنتاج، وغيّر خريطة التسليح الأوروبي.
ثروته اليوم تُقدّر بـ12 مليار دولار، وخصومه يتزايدون، لكنّه لا يزال يتحرك بثقة، محاطاً بالحراسة، ومصمماً على هدفه أن تبقى المجتمعات الحرة قادرة على الدفاع عن نفسها، مهما كلّف الثمن.
