من المدافع والمناوشات الحدودية، يرتقي القتال المتنامي بين الهند وباكستان إلى الجوّ، في معركة خفية لم تُرَ بالعين المجرّدة، ولم تُتح متابعتها سوى لأشخاص محدودين عبر شاشات الرادار.
الاشتباك الجوي الأخير بين نيودلهي وإسلام أباد، الذي وصفته مجلة "نيوزويك" الأمريكية، بأنه أحد أكبر المعارك الجوية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، أثبت أن القتال الجوي الحديث يدور الآن في الغالب بعيداً عن الأنظار، مع استبدال الطيارين ذوي الرؤية الحادة، بالرادار.
في المعركة الاستثنائية التي ستُحفظ حتماً في التاريخ الحديث، اشتبكت 125 مقاتلة هندية وباكستانية يوم الأربعاء الماضي لأكثر من ساعة، مستخدمة كل قدرات الحرب الإلكترونية للتخفي، وإلكترونيات الطيران المتقدمة، مُعيدةً بذلك صياغة العقائد الحربية.
ووفق تقرير لشبكة سي إن إن، تم تبادل الصواريخ بعيدة المدى على مسافات تتجاوز 100 ميل، لتؤكد معركة يوم الأربعاء هيمنة الصواريخ خارج مدى الرؤية البصرية BVR على الاشتباكات الجوية في العقود الأخيرة، والتي تعتمد نتائجها على القدرة على المناورة والتدابير الدفاعية.
المعركة الجوية بين الهند وباكستان، كانت ساحة أخرى للصراع الغربي مع بكين، إذ استخدمت إسلام أباد طائرة J-10 الصينية الصنع لإطلاق صواريخ جو-جو ضد مقاتلات هندية، لتسقط طائرة "رافال" فرنسية حديثة الصنع، والتي تعد واحدة من أفضل الطائرات المقاتلة في العالم.
وبينما يبدو الصراع بين نيودلهي وإسلام أباد، مرشّحاً للتصعيد على الأرض، فإن سماء البلدين ستكونان مرصودتين في أوساط الحرب الجوية في الصين والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية. وبحسب دوغلاس باري، الزميل البارز في قسم الفضاء العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن تلك القوى ستحاول الحصول على أكبر قدر ممكن من الحقائق الميدانية حول التكتيكات والتقنيات والإجراءات والمعدات المستخدمة، وما نجح منها وما لم ينجح.
