مسيّرات من إيران، صواريخ روسية، رادارات صينية.. فنزويلا تحشد الأسلحة، وأمريكا على أهبة الاستعداد.. توتر يوشك على الانفجار في البحر الكاريبي.
مع تصاعد التوترات في منطقة البحر الكاريبي، يسعى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو لتعزيز قدرات بلاده العسكرية عبر طلب الدعم من روسيا والصين وإيران، وفق وثائق حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
الوثائق الرسمية تشير إلى إرسال رسائل إلى القادة الروس والصينيين، طلب فيها مادورو صواريخ وطائرات مقاتلة وأنظمة رادار متقدمة، بالإضافة إلى طائرات مسيرة إيرانية، في خطوة تهدف إلى مواجهة ما وصفه بـ"التصعيد الأمريكي".
الولايات المتحدة، من جهتها، عزّزت وجودها العسكري في الكاريبي، بما في ذلك إرسال حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد"، ضمن جهود مكافحة تهريب المخدرات، وهو ما يزيد من حدة التوتر في المنطقة.
روسيا أكدت استعدادها لدعم فنزويلا في الدفاع عن سيادتها، لكنها تواجه قيودا نتيجة انشغالها بالصراع في أوكرانيا والعقوبات الغربية المستمرة، ما قد يحد من قدرتها على تقديم دعم مباشر لمادورو.. الصين أيضا تعزز التعاون العسكري مع فنزويلا، خصوصا في مجال أنظمة الرادار والتقنيات الدفاعية، فيما تستمر إيران في توريد المعدات العسكرية والطائرات المسيرة.
معظم المعدات الفنزويلية حاليا قديمة أو غير صالحة للعمل بشكل كامل، ما يضع قيودًا على فعالية القدرات العسكرية الحالية للبلاد.
من الجانب الاقتصادي تُعدُّ المصالح النفطية والصفقات الاستثمارية مع روسيا من أهم العوامل التي تجعل موسكو تحافظ على علاقاتها مع كاراكاس، إذ تمتلك شركات روسية حقوقا كبيرة في قطاع النفط والغاز والفحم الثقيل، ما يجعل أي تغيير في السلطة الفنزويلية له انعكاسات مباشرة على مصالح موسكو.
في ظل هذا المشهد المعقد، تبقى المنطقة على شفا مواجهة محتملة، فيما تسعى القوى الكبرى لتثبيت نفوذها ومصالحها في نصف الكرة الغربي، وسط مخاوف من تصعيد عسكري قد يمتد لما هو أبعد من حدود الكاريبي.