في شمال تونس المشهد أقرب إلى كارثة بيئية: دخان كثيف، أشجار تحترق، وسكان يترقبون مصير منازلهم بين الريح والنار.
الغابات أصبحت ساحة معركة تخوضها فرق الإطفاء ضد نيران لا ترحم.
تونس، ولليوم الثالث على التوالي، تُصارع ألسنة اللهب التي التهمت الأشجار، وزحفت نحو البيوت، تحت وطأة رياح حارقة وحرّ غير مسبوق.
الحماية المدنية أكدت السيطرة على أكثر من 200 حريق خلال الساعات الأخيرة، في حين لا تزال فرق الإطفاء تعمل على احتواء حرائق نشبت في غابات جبل منصور بين زغوان وسليانة.
الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة ساهمت في اقتراب النيران من الأحياء السكنية، ما دفع المواطنين لإطلاق نداءات استغاثة.
الحصيلة الأولية تشير إلى تدمير مئات الهكتارات من الغابات دون تسجيل خسائر بشرية، فيما شدّدت السلطات على ضرورة الحذر وتجنّب التوجه إلى المناطق المتضررة.
وتتكرر هذه الحرائق سنويًا مع اشتداد الحر، وتُعزى غالبًا إلى مزيج من الإهمال البشري والعوامل المناخية، وأحيانًا إلى أسباب مفتعلة.
