اليونيفل في لبنان: هذا الهجوم من أخطر الهجمات على أفرادنا وممتلكاتها منذ اتفاق نوفمبر
بعد مرور 3 جولات فقط على انطلاق الدوري الإسباني، بدا واضحاً أن الجدل التحكيمي سيظل جزءاً من المشهد، وكأن صافرة الحكام اختارت أن تخطف الأضواء من اللاعبين. فالأخطاء التي اعتاد الجمهور اعتبارها جزءاً من اللعبة، أخذت ترسم ملامح نمط مقلق عند التدقيق في مباريات القطبين ريال مدريد وبرشلونة، إذ تكشف الصورة الأعمق عن اختلال نسبي في الميزان يضع ريال مدريد تحت ضغط أكبر، ويمنح برشلونة أريحية في لحظات فارقة.
برشلونة ظهر كمستفيد أوفر من القرارات الحاسمة التي غيرت مجريات المباريات، رغم أنه لم يكن محصناً من الأضرار. ركلة جزاء يامال أمام رايو فاييكانو كانت الدليل الأوضح، قرار مثير تضاعف تأثيره بتعطل الـVAR، وكأن القدر منحه دفعة إضافية. وفي مواجهة مايوركا، ازدادت الصورة وضوحاً، بعدما استفاد من صحة هدفي رافينيا وفيران توريس، ونجا لاعبه من طرد محقق، بينما لعب الخصم بعشرة لاعبين بعد طردين مؤثرين. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن برشلونة تضرر أيضاً، مثل ركلة الجزاء القاسية أمام ليفانتي، لكنها لم تكن بالوزن نفسه للقرارات التي صبت في صالحه.
أما ريال مدريد فعاش تجربة مغايرة، إذ بدا وكأنه تحت أعين صافرة لا تعرف الرحمة. اللحظة الأشد قسوة كانت إلغاء 3 أهداف أمام مايوركا، وأبرزها هدف أردا غولر الذي بدا وكأنه عقاب بتفسير متشدد للقانون. ورغم ذلك، لم يخلُ المشهد من استفادات جدلية، ففي مباراة أوساسونا حصل الريال على ركلة جزاء لمبابي صاحبها طرد لأحد لاعبي الخصم، كما جاء هدف مبابي أمام ريال أوفييدو بعد تدخل كان يمكن أن يحتسب خطأ، لكنها قرارات مثيرة للجدل لم تحمل الوزن نفسه لتلك التي أضرت بالفريق الملكي.
وهنا يطرح السؤال، لماذا تميل كفة القرارات ضد ريال مدريد رغم وجود أخطاء على الطرفين؟ التفسير الأقرب أن الضغوط الإعلامية المستمرة من النادي عبر قناته الرسمية وحملاته على الحكام ولّدت أثراً عكسياً جعل الصافرة أكثر صرامة. الحكام الذين يعيشون تحت مجهر دائم باتوا يتشددون مع الريال لإثبات حيادهم. يضاف إلى ذلك التغييرات في لجنة التحكيم الصيف الماضي، والتي دفعت الحكام لمحاولة نفي تهمة الانحياز التاريخي للملكي، فكان الطريق الأسهل هو التشدد ضده. أما شعور بعض الحكام بأنهم سيتعرضون للهجوم المدريدي أياً كان أداؤهم، فقد خلق حالة من اللامبالاة أو التراخي، إذ بات القرار ضد الريال أو لصالحه نفس الشيء ما دام النقد قادماً لا محالة.
الخلاصة أن الأخطاء وإن بدت متبادلة، فإن تأثيرها لم يكن عشوائياً برشلونة تضرر بالفعل، وريال مدريد استفاد أحياناً، لكن حجم المكاسب الكتالونية كان مباشراً وحاسماً، بينما جاءت استفادات الريال من قرارات قابلة للنقاش، في وقت كانت الضربات التي تلقاها أكثر تأثيراً، وأشد قسوة على مساره. هذا النمط، حتى وإن لم يكن مقصوداً، يخلق بيئة غير متكافئة، ويجعل رحلة ريال مدريد في الليغا أكثر صعوبة، ليظل السؤال معلقاً.. هل هي مجرد بدايات عابرة أم خيط درامي سيمتد حتى خط النهاية؟