صبيحة مشتعلة برائحة البارود والقلق في الشرق الأوسط. تسارعت وتيرة المواجهة بين إيران وإسرائيل، لترتفع من مجرد توترات كلامية إلى حرب مسيرات مستعرة وتبادل للقصف.
إيران أعلنت أن دفاعاتها الجوية أسقطت مسيّرات إسرائيلية في منطقة سلماس الحدودية، متهمة إياها بانتهاك السيادة والقيام بمهام تجسسية. لم يتأخر الرد طويلاً، فصافرات الإنذار دوّت في مدن إسرائيلية كبرى، وتحوّلت السماء إلى مسرح للصواريخ.
على الجانب الإيراني، بدا الخطاب أكثر اندفاعاً ووعيداً. الحرس الثوري وعد بموجات جديدة من الصواريخ عددها يتجاوز الألفين، 20 ضعف ما سبق، مؤكداً أن العملية "ستستمر طالما اقتضى الأمر". وفي المقابل، لم تُخفِ إسرائيل نواياها. قائد سلاح الجو صرّح بأن طائراته نفذت غارات دقيقة في قلب طهران، مستهدفة مواقع دفاعية واستراتيجية ومنصات لإطلاق الصواريخ.
الهجمات لم تكن بلا ثمن. 3 قتلى على الأقل وعشرات الجرحى في صفوف المدنيين، هلع في الشوارع، وملاجئ امتلأت بالخوف. شوارع تل أبيب والقدس بدت وكأنها تترقب المجهول، بينما تلمع السماء بصواريخ الدفاعات الإسرائيلية.
من بعيد، ارتفع صوت الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كمحاولة يائسة لكبح جماح التصعيد. كتب على "إكس": "كفى تصعيداً... حان وقت السلام والدبلوماسية"، لكن النداء تاه في ضجيج الحرب.
هكذا، بين طهران وتل أبيب، لا تزال الكلمات تتحول إلى صواريخ، والتهديدات تُترجم إلى حرائق. المشهد يزداد تعقيداً، والدبلوماسية تتراجع خطوة تلو أخرى، أمام تقدم بطيء وخطير نحو شفا المواجهة، بينما أمريكا تراقب من كثب وتحرّك أسطولها بصمت.