مكالمة سرية، لم تُعلن رسمياً جمعت بين الرئيس الأمركي دونالد ترامب، ورئيس فنزويلا نيكولاس مادورو.. مكالمة أثارت دهشة المتابعين، وأشعلت التساؤلات.. هل تفتح هذه الخطوة الباب أمام دبلوماسية جديدة بين دولتين لطالما ساد بينهما التوتر والتهديدات؟
ترامب لم يخفِ يوماً عداءه لفنزويلا، واصفاً مادورو بـ"زعيم غير شرعي" ومتورط في شبكات المخدرات، وهو الخطاب الذي رسخ صورة عسكرية عدوانية تجاه كراكاس، لكن هذه المكالمة تكشف عن جانب آخر.. استعداد محتمل للحوار، حتى ولو كان عبر خطوط سرية، بعيداً عن الأضواء والإعلام.
في الوقت نفسه، تشهد منطقة الكاريبي تحشيداً عسكرياً غير مسبوق.. عمليات سرية لوكالة المخابرات الأمريكية، وخيارات محتملة للإطاحة بمادورو، كلها مؤشرات على أن واشنطن لا تزال تحتفظ بخياراتها العنيفة على الطاولة.
المفارقة تكمن في أن ترامب، وفق خبراء، قد يسعى لموازنة الدبلوماسية مع الضغط العسكري، وهو ما يجعل المكالمة أكثر تعقيداً.. رسالة تهديد، وفي الوقت نفسه اختبار للمياه الدبلوماسية.
السؤال هنا، هل هذه المكالمة تمثل بداية حقيقية لدبلوماسية جديدة، أم مجرد مناورة سياسية؟ بعض المحللين يرون فيها محاولة لاستكشاف أرضية تفاهم، ربما لتخفيف التصعيد العسكري، بينما يرى آخرون أنها تكتيك لإظهار النفوذ الأمريكي، وإبقاء مادورو تحت الضغط.
المكالمة تكشف أن مسار العلاقات الأمريكية الفنزويلية لم يعد مجرد خطاب عدائي أو تهديد بالقوة، بل أصبح مزيجاً غامضاً بين السياسة، الدبلوماسية، والخيار العسكري، فهل نقترب من فصل جديد في العلاقات بين واشنطن وكراكاس؟