الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا في منطقة البحر الكاريبي، وسط سلسلة من التحركات العسكرية المكثفة التي ينفذها الجيش الفنزويلي للترويج لقدرته على مواجهة أي هجوم محتمل.
يعتمد النظام تحت قيادة الرئيس نيكولاس مادورو على استعراض القوة، من تحليقات منخفضة للطائرات المقاتلة إلى تدريبات بالذخيرة الحية على السواحل والجزر، في محاولة لإثبات جاهزيته العسكرية رغم محدودية قدراته مقارنة بالقوة الأمريكية، بحسب "سي إن إن".
تركزت التحركات الدفاعية حول العاصمة كاراكاس ومرفأ لا جوايرا الإستراتيجي، حيث أقامت السلطات سلسلة من الحواجز الخرسانية على طول الطريق السريع الحيوي الرابط بين العاصمة والساحل، في خطوة تهدف إلى تباطؤ أي قوة غازية محتملة.
صور الأقمار الصناعية ولقطات الجيش أكدت نشر العشرات من العوائق إلى جانب معدات هندسية ثقيلة، في مواقع إستراتيجية تُعد نقاط اختناق رئيسة.
على الصعيد الجوي، عرضت فنزويلا مجموعة من أنظمة الدفاع الجوي الروسية الصنع، بما في ذلك رادار الإنذار المبكر P-18-2M، ونظام بوك-إم 2 إي متوسط المدى.
تهدف هذه المنظومات إلى تأمين المجال الجوي من التحليقات الاستطلاعية والطائرات الهجومية الأمريكية، رغم المخاوف بشأن جاهزية بعضها، مثل صواريخ إس-300 بعيدة المدى التي قلّ ظهورها في الإعلام والتدريبات الأخيرة.
واستعرض الجيش أيضًا عمليات تنظيف وصيانة لنظام Pechora S-125، في محاولة لتأكيد جاهزيته القتالية.
بالتوازي مع التحصينات، كثفت القوات المسلحة الفنزويلية تدريباتها بالذخيرة الحية على السواحل والجزر غير المأهولة، بالقرب من المناطق التي شهدت تحركات بحرية أمريكية مؤخراً.
وشملت هذه التدريبات محاكاة هجمات بطائرات مسيرة وأسلحة هجومية صغيرة، باستخدام أجهزة محاكاة وألعاب فيديو للتدريب التكتيكي، ضمن جهود شاملة لتعزيز جاهزية الجنود في جميع أنحاء البلاد.
كما أطلقت حملة تجنيد واسعة للميليشيات البوليفارية، التي أعلن مادورو أنها نمت لتصل إلى 8 ملايين متطوع، بهدف توفير قوة احتياطية مدربة لدعم الجيش التقليدي البالغ نحو 123 ألف جندي.
ومع ذلك، يشكك الخبراء في حجم هذه القوة وكفاءة تدريبها، مما يثير تساؤلات حول قدرتها على التعامل مع أي صراع حقيقي ضد القوات الأمريكية.
أظهرت فنزويلا قوتها الجوية عبر تحليقات لطائرات مقاتلة روسية الصنع من طراز سو-30، وأمريكية الصنع من طراز إف-16 فوق المدن الكبرى مثل ماراكاي وجزيرة مارغريتا، في إطار استعراض شامل للقوة أمام السكان المحليين وللرسائل الإستراتيجية إلى واشنطن.
تمثل هذه الطائرات نحو 20% من إجمالي المقاتلات الفنزويلية، وفقًا لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية، ويستغل الجيش ساعات الطيران المتاحة بشكل حذر لإظهار القدرات، رغم محدودية الطائرات الصالحة للطيران، واحتياجاتها الكبيرة للصيانة، وقطع الغيار.
على الرغم من محدودية القوة مقارنة بالقوة البحرية والجوية الأمريكية في المنطقة، تسعى فنزويلا من خلال هذه الإجراءات إلى إظهار أنها مستعدة لجميع الاحتمالات، وتعزيز معنويات الجيش والميليشيات، مع إرسال رسائل سياسية ودبلوماسية بأن البلاد لن تكون هدفًا سهلًا لأي تدخل خارجي.
في المجمل، تعكس هذه التحركات العسكرية الفنزويلية إستراتيجية مزدوجة؛ استعراض القوة والتأكيد على الجاهزية الدفاعية، وفي الوقت نفسه تعزيز السيطرة الداخلية وحشد الدعم الشعبي.
ورغم ذلك، يظل التحدي الأكبر أمام مادورو هو تحويل هذه القدرات إلى قوة ردع فعلية أمام التفوق العسكري الأمريكي في الكاريبي، في حين تستمر واشنطن في تعزيز وجودها الإستراتيجي في المنطقة.