غزة، المدينة التي لا تنام إلا على دوي القصف، تستفيق اليوم على واقع أشد قسوة. تقارير دولية كشفت أن الجيش الإسرائيلي بدأ تنفيذ خطة "التدمير الشامل" لمدينة غزة، ضمن عملية عسكرية واسعة تحمل اسم "عربات جدعون 2". هذه الخطة، كما وصفها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، تمثل محاولة ممنهجة لمحو المدينة من الخريطة، وفرض هيمنة عسكرية غير قانونية على ما تبقى منها.
الجيش الإسرائيلي ينفّذ هجماته من ثلاثة محاور: الجنوب، والشرق، والشمال. الأحياء السكنية تُنسف وتُدمّر بالكامل، والمربعات السكنية تختفي تحت الركام، بينما يستمر القصف المكثف في استهداف كل من يتحرك. عمليات القتل لا تُفرّق بين مدني وعسكري، والضحايا في غالبيتهم من العائلات التي لجأت إلى مناطق ظنّتها أكثر أمانًا.
في حي الصفطاوي، وجباليا النزلة، والتفاح، والشجاعية، والزيتون، وحتى حي الصبرة، تُسجّل مشاهد متكرّرة من الدمار الكامل. أكثر من 500 منزل دُمّر في الأيام الأخيرة فقط، بينما لا يزال الآلاف من النازحين محاصرين تحت وطأة الخوف والقصف المتواصل.
تزامن هذا التصعيد مع إعلان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أن العملية الحالية هي تمهيد لعقد صفقة تبادل أسرى، داعيًا إلى استغلال كل الوسائل الممكنة لتحقيقها.
وفي ظل هذا المشهد الدموي، تبقى غزة تُصارع وحدها، وسط صمت دولي مخيف، ومأساة إنسانية تتّسع يومًا بعد آخر.