ترامب يوقع أمرا تنفيذيا يجيز فرض عقوبات على دول متواطئة في احتجاز أمريكيين "بشكل غير قانوني"
وسط أجواء سياسية مشحونة وضغوط إقليمية ودولية متزايدة.. أطلق رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تصريحات نارية لامست ملفات حساسة تتعلق بمستقبل النظام السياسي في العراق.
تصريحات السوداني التي جاءت في توقيت لافت حملت رسائل حادة ضد محاولات الربط بين تغييرات إقليمية مثل الوضع في سوريا وبين الواقع السياسي العراقي.. فهل تعكس هذه التصريحات موقفاً حازماً ضد التدخلات الخارجية أم أنها إشارة إلى مواجهة محتملة مع الأطراف الساعية إلى إحداث تغييرات في المشهد العراقي؟
السوداني في كلمة ألقاها خلال حفل تأبيني في بغداد بمناسبة ذكرى مقتل رئيس المجلس الأعلى العراقي السابق محمد باقر الحكيم أكد بشكل قاطع أن "لا مجال لربط التغيير في سوريا بتغيير النظام السياسي في العراق".. وأضاف أن "فرض التغيير أو الإصلاح علينا في أي ملف سواء كان اقتصادياً أم أمنياً ليس من حق أي طرف".
فيما تتزايد الدعوات داخل العراق لإجراء مراجعات شاملة للعملية السياسية في ظل تصاعد الضغوط الدولية واستمرار الأزمات الإقليمية.
يقول محللون و خبراء عراقيون لإرم نيوز إن الضغوط الدولية على بغداد تركز على إنهاء وجود الميليشيات المسلحة التي برزت بشكل أكبر بعد أحداث غزة الأخيرة وحصر السلاح بيد الدولة، إضافة إلى إعادة هيكلة المؤسسات التي تدعم هذه الفصائل.
وعلى الصعيد الاقتصادي هناك مطالبات بتشديد الرقابة على التحويلات المالية لا سيما تلك التي تذهب إلى إيران في ظل العقوبات المفروضة عليها والسيطرة على سوق الدولار ومكافحة عمليات تهريب النفط مع التأكيد على ضرورة إبعاد الشعب العراقي عن تحمل أعباء السياسات الإيرانية.
التوقيت الذي أطلق فيه السوداني تصريحاته يثير العديد من التساؤلات فمع تسارع الحراك الدبلوماسي وزيارات المسؤولين الدوليين إلى العراق تزداد التكهنات حول وجود نقاشات حساسة خلف الكواليس تتعلق بالملف السوري وتأثيراته المحتملة على العراق.
يرى مراقبون أن انهيار النظام في سوريا قد يكون فرصة لإعادة تشكيل المشهد السياسي العراقي على أسس جديدة تعتمد الشفافية وتعزيز سيادة القانون.. فيما يقول آخرون إن الدوائر الدولية التي تسعى للتغيير قد تركز حالياً على الجوانب الاقتصادية واستهداف الفصائل المسلحة.
وفي ظل جميع هذه التطورات ستكشف الأيام المقبلة عن حقيقة التوازنات في العراق وما إذا كانت تصريحات السوداني تمثل نقطة انطلاق نحو مواجهة جديدة أم بداية مسار إصلاحي أكثر توازناً.
