في كأس الأمم الإفريقية 2021 بالكاميرون، رفع خاليدو كوليبالي كأس البطولة كقائد للسنغال، بعد أن سبقه رياض محرز وكتب التاريخ مع الجزائر في 2019 بمصر. اللافت أن كليهما لم يولدا في إفريقيا، ما يعكس ظاهرة واضحة.. لاعبو المهجر أصبحوا جزءًا أساسيًا من المنتخبات الإفريقية.
نسخة 2025 بالمغرب أكدت هذا الاتجاه أكثر، حيث تشير البيانات إلى أن نحو 30% من اللاعبين المشاركين ولدوا خارج القارة، معظمهم في أوروبا. ومع ذلك، أصبحوا قلب منظومة فرقهم الوطنية، ليس فقط على المستوى الفني، بل أيضًا كرمز للانتماء لأرض الأجداد.
منتخب المغرب في كأس العالم 2022 مثال حي على الظاهرة. معظم لاعبيه ومدربيه جاؤوا من خارج البلاد. المدرب وليد الركراكي، ومساعده غريب أمزين، والحارس ياسين بونو من كندا، وأشرف حكيمي من إسبانيا، حيث يمثل الفريق تجسيدًا للروابط القوية التي تجمع مغاربة العالم بوطنهم الأم.
اللاعب التونسي إسماعيل الغربي، ابن أب تونسي وأم إسبانية، اختار تمثيل تونس بعد تجاربه مع منتخبات فرنسا وإسبانيا للشباب، مؤكدًا أن قراره جاء حدسيًا ورغبة في تقديم مساهمة حقيقية لوطن أجداده. حتى لوكا زيدان، نجل زين الدين زيدان، اختار الجزائر بعد اللعب للشباب الفرنسي، مستعينًا بتشجيع جده.
هؤلاء اللاعبون لا يرفعون مستوى المنتخبات فحسب، بل يضيفون أبعادًا فنية وتكتيكية متطورة، اكتسبوها في دول تمتلك أفضل البنى التحتية الكروية. وفي المقابل، يكتسبون الروابط العائلية والأسرية التي قد لا تتوافر في محل ولادتهم.