صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين
رغم أن محافظة السويداء تُعرف بأنها معقل للطائفة الدرزية في جنوب سوريا، إلا أن العشائر والقبائل العربية شكلت دومًا جزءًا مهمًا من نسيجها الاجتماعي والتاريخي، فمن هي العشائر والقبائل العربية في السويداء؟
تعود أصول هذه العشائر إلى قبائل بدوية كبيرة مثل النعيم وبني خالد والفواعرة والزبيد وعنزة والبريكات وغيرها، والتي انتشرت في ريف المحافظة الشرقي والجنوبي منذ أواخر العهد العثماني وبدايات الانتداب الفرنسي، أي قبل مئات السنين، واستقرت تدريجيًا على أطراف البادية، وخصوصًا في مناطق وقرى رجم الزيتون، والمقوس، وبريكة، والمزرعة وغيرها، وتشير التقديرات إلى أن عددهم يُقدر بـ 10 إلى 15 ألف نسمة، وبما يشكل نسبة قليلة مقارنة بسكان المحافظة من الطائفة الدرزية.
ورغم التعايش الذي فرض نفسه بين الطرفين تاريخيًا، حدثت نزاعات عنيفة عدة بسبب خلافات حول المراعي أو خصومات عائلية أو جرائم فردية، أبرزها أحداث العام 2000 التي شهدت مواجهات راح ضحيتها عشرات من الطرفين، كما اتُهم النظام السوري السابق بتأجيج النزاعات القبلية واستغلالها، لكن التوترات كانت تهدأ غالبًا بفضل تدخل وجهاء العشائر وشيوخ العقل في الطائفة الدرزية.
قبل 2025، ساد نوع من التعاون القبلي والمشاركة في الحراك الشعبي بين الطرفين، وفي 2023، أيدت بعض العشائر الاحتجاجات الدرزية المطالبة بالإصلاح، ورفعت شعارات تدعو للتضامن مع الدروز، أما اليوم، عادت هذه القبائل للظهور كقوة فاعلة في الصراعات المحلية، مدعية تعرض عشائر البدو لـ"مجازر وإبادة"، وها هي اليوم تعلن النفير العام ضد السويداء، ما ينذر بحمام دماء قد يفتح حربًا أهلية في سوريا.