غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة جنوبي لبنان
فوق الأرض اتفاق وتحتها أنفاق.. في أعماق غزة تمتد شبكة أنفاق سرية.. حماس تعتبرها شريانها الإستراتيجي.. هي ليست مجرد متاهة تحت الأرض، بل أداة قوة، وسلاح ضغط، ومصادر نفوذ عسكري.
اليوم وبعد إعلان خطة ترامب وموافقة حماس الجزئية، أصبح مصير هذه الأنفاق سؤالًا مصيريًّا.. النقطة الحاسمة في النص واضحة وحرفية: سيتم تفكيك جميع بنيتها التحتية العسكرية، بما في ذلك الأنفاق، أي أن تفكيك الأنفاق جزء أساسي من خطة نزع سلاح حماس، وهذا بند محوري لأنه يمثل نقطة حساسة لإسرائيل.. فهي تراها تهديدًا أمنيًّا إستراتيجيًّا، وحماس تعتبرها إحدى أهم أدواتها القتالية والردعية.
تفكيك الأنفاق يعني سحب ورقة القوة الأهم من يد الحركة؛ ما يعني تغيير ميزان القوى داخل القطاع وخارجه، لكن هل يكفي تفكيك هندسي لأداة كانت جزءًا من إستراتيجية عقدين؟
الواقع أكثر تعقيدًا، حتى لو فُككت الأنفاق، قد تظهر طرق جديدة للتسلل وقد تظهر تقنيات ووسائل أخرى تحت الأرض أو فوقها.
السؤال الحقيقي ليس فقط هل ستفكك الأنفاق، بل: من يضمن التنفيذ؟
هل ستتمكن الجهات الدولية من التدقيق والتمحيص؟ وهل ستقبل الفصائل الأخرى والمجتمع المحلي بهذا التغيير؟
الأيام القليلة المقبلة، والمفاوضات على الأرض، تحمل الإجابة.. فهل تتحول الأنفاق من أسرار إستراتيجية إلى ذكرى تاريخية؟ أو تبقى قوة كامنة تنتظر فرصتها للعودة؟
