في عالم مليء بالتحديات والصراعات، يبرز الجيش اللبناني في صراع غير تقليدي، حيث يتخذ خطوة جريئة في مسار لا يبدو سهلاً.
بعد سنوات من السيطرة شبه الكاملة، يأتي قرار الحكومة اللبنانية بأن يكون السلاح بيد الدولة، ليضع الجيش في مواجهة مع ميليشيا حزب الله. لكن ما هي الخطة التي سيعتمدها الجيش؟ وكيف ستتم إزالة ترسانة حزب الله من الأراضي اللبنانية؟
إليكم أبرز ملامح خطة الجيش اللبناني لتفكيك سلاح حزب الله، خطوة بخطوة.
في البداية، سيبدأ الجيش اللبناني خطته في منطقة معزولة، بعيداً عن مناطق نشاط قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل". تمتد هذه المرحلة بين نهر الليطاني ونهر الأولي، وهي تمهد لتفكيك أول عناصر الترسانة. هذه البداية تهدف إلى الحد من وجود السلاح في أماكن غير خاضعة للرقابة الدولية، وهو ما يعني أن القوات المسلحة اللبنانية قد بدأت بالفعل بفرض سيطرتها.
المرحلة الثانية تأخذنا إلى قلب لبنان، حيث ستكون مهمة الجيش بين صيدا وبيروت. أي بين مدينتين حيويتين، سيتعين على الجيش إزالة السلاح من مساحة 40 كيلومترًا داخل لبنان. مع تقدم الخطة، يكون نصف الأراضي اللبنانية قد خلت من السلاح، وهو ما يمثل إنجازًا كبيرًا.
لكن الخطر الأكبر يكمن في المرحلة الثالثة أي في البقاع والشمال. هناك تمدد عسكري كبير لحزب الله في هذه المناطق، وهو ما يجعلها أصعب تحدٍ يواجهه الجيش اللبناني. ستشمل هذه المرحلة تفكيك الأسلحة الإستراتيجية، مثل الصواريخ المضادة للطائرات والدبابات، بالإضافة إلى المسيّرات والأسلحة الثقيلة.
بحسب المعلومات، لن تكون هذه العملية مجرد جمع أسلحة تقليدية. بل ستشمل تفكيك غرف سرية كان حزب الله يستخدمها للتجسس على الاتصالات. بالإضافة إلى الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، سيتم إزالة مستودعات الذخيرة، وشبكة الاتصالات السلكية تحت الأرض، التي كانت تُستخدم لأغراض عسكرية. فكيف ستتمكن القوات اللبنانية من التعامل مع هذه البنية المعقدة؟
خلال هذه العملية، سيواجه حزب الله أكبر تحدٍ له: فقدان الغطاء الشرعي. في مرحلة لم يشهدها لبنان من قبل، ستُرفع الشرعية عن السلاح غير الشرعي، مما يفتح الباب أمام الجيش اللبناني ليُعيد سيادة الدولة على أراضيها.
أكثر ما يثير الجدل هو أن حزب الله لا يخسر سلاحه فقط، بل حلفاءه السياسيين أيضاً. سقوط هؤلاء الحلفاء قد يكون بداية النهاية لهيمنة الحزب على الساحة اللبنانية. من الجنرال ميشال عون إلى وئام وهاب، وتياره، وصولاً إلى آل فرنجية، الجميع يدعو الآن لتسليم السلاح إلى الدولة.
مع اقتراب موعد تنفيذ الخطة في نهاية العام، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن الجيش اللبناني من التخلص من ترسانة حزب الله؟ وما هي التداعيات الإقليمية لهذه التحولات؟ الأمور ليست بهذه السهولة، ولكن هناك شعوراً بأن لبنان على أعتاب فصل جديد من تاريخه. في النهاية، هل ستنجح الدولة في فرض سيادتها على أراضيها، أم أن الصراع سيستمر؟