رأى خبراء أن هناك 3 خيارات أمام "حزب الله" بعد القرار الحكومي بسحب سلاحه، وتكليف الجيش بوضع خطة لتنفيذ هذه المهمة.
وتتضمن الخيارات المطروحة، احتمال نشوب حرب جديدة في لبنان، سواء أهلية أو في مواجهة إسرائيل.
وسارع الحزب إلى رفض القرار، معتبرا أنّ الحكومة ارتكبت "خطيئة كبرى في اتخاذ قرار يُجرّد لبنان من سلاح مقاومة العدو الإسرائيلي" و"سنتعامل مع هذا القرار كأنَّه غير موجود".
ويتزامن ذلك مع دعم إيراني للحزب.
ورأى المحلل السياسي اللبناني قاسم يوسف، أن "البيان الذي أصدره حزب الله عقب قرار الحكومة يعطي انطباعًا بأنه لا ينوي تسليم سلاحه أو الخضوع لقرار الدولة اللبنانية".
وقال يوسف لـ"إرم نيوز"، إن "الدولة اللبنانية بكل أركانها وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ماضية في فرض سلطتها ونزع سلاح حزب الله، وحصر قرار الحرب والسلم بيد المؤسسات الرسمية، وهو ما يحظى بدعم محلي وعربي ودولي".
وأضاف أن "أمام حزب الله ثلاثة خيارات: إما الاعتراض على القرار والذهاب إلى اشتباك قد يتطور إلى حرب أهلية (وهو أمر مستبعد لكنه مطروح)، أو الإصرار على الاحتفاظ بالسلاح، ما قد يدفع إسرائيل إلى شن حرب مدمرة تشمل بيئته الحاضنة ومراكز قوته، أو التعاون مع الدولة وتسليم السلاح والاندماج كحزب سياسي طبيعي، وهو خيار مستبعد أيضًا لأن الحزب مشروع عقائدي أيديولوجي لا يعترف بالهزيمة أو الأمر الواقع".
وتابع يوسف: "كل ما يجري يؤكد أن سلاح حزب الله دخل مرحلة الحسم، وما قبل هذا القرار ليس كما بعده، وهناك توجه دولي ومحلي جاد لحل مسألة ترسانته العسكرية في أسرع وقت".
ويتفق معه الخبير في الشأن اللبناني داني سركيس، الذي يرى أن أبرز السيناريوهات المتوقعة هي تحريك حزب الله وحاضنته الشعبية في مناطق انتشار الجيش، خاصة في الجنوب والبقاع ومدن رئيسة أخرى، وهو ما قد يؤدي إلى حالة انفلات أمني متصاعدة تتخللها مواجهات مسلحة.
وأوضح سركيس لـ"إرم نيوز"، أن "الحزب قد يسعى إلى تأزيم العلاقة مع الجيش من خلال استغلال أفراد مدنيين من بيئته لتشويه صورة المؤسسة العسكرية، تمهيدًا لجرّ البلاد نحو حرب أهلية، بمشاركة تيارات أخرى تؤيد نزع سلاحه".
واعتبر سركيس، أن "المسؤولية الوطنية تفرض على حزب الله تسليم مواقعه وسلاحه للجيش، لتجنب أي استغلال من إسرائيل التي تعمل على تهيئة الأجواء لشن حرب جديدة على لبنان تحت ذريعة سلاح الحزب".
وأردف: "للأسف، من المستبعد أن يتخذ الحزب هذا الموقف، لأن قراره وانتماءه قائم على الولاء لإيران، التي جددت دعمها له في تدخل سافر بالشأن اللبناني، وسط استمرار قناعة طهران بأنها قادرة على إدارة لبنان بكلمة أو قرار من ضابط في الحرس الثوري الإيراني".