خلية مسلحة تابعة لحزب الله تم القبض عليها في ريف دمشق الغربي، خبر أعلنت عنه وزارة الداخلية السورية، لكن ما وراء هذا الخبر قرأ محللون إستراتيجية بات حزب الله يتبعها لخلق توترات خارجية تحول الأنظار عن قضية "سحب سلاحه".. إنها إستراتيجية تصدير الأزمات.
من بيروت إلى دمشق، قالت الداخلية السورية إن أفراد الخلية تلقّوا تدريبات داخل لبنان وكانوا يخططون لتنفيذ عمليات داخل الأراضي السورية تهدد أمن المواطنين، وهو ما اعتبره مراقبون بمثابة المأزق السيادي الواضح لأن الحكومة اللبنانية باتت مطالبة بإثبات قدرتها على فرض سلطتها خاصة في ظل ضغط المجتمع الدولي الذي يربط دعم لبنان بمدى التزامه بحصر السلاح بيد الدولة، وبذلك تتحول العلاقة مع دمشق إلى ملف ضاغط، ولا يبقى السلاح مسألة داخلية لبنانية فقط، إنما يحول القضية من شأن لبناني سيادي إلى معضلة إقليمية تضع لبنان في موقع المشتبه به الدائم أمام المجتمع الدولي.
وتشير مصادر دبلوماسية غربية لـ"إرم نيوز" إلى أن التعامل الدولي مع ملف حزب الله لم يعد مقتصراً على الساحة اللبنانية، بل صار مرتبطاً بمدى انخراطه في شبكات إقليمية تمتد من سوريا إلى العراق.
يرى مراقبون أن تصدير الأزمات قد يمنح الحزب هامشاً مؤقتاً، لكنه في الوقت ذاته يسرع تآكله الداخلي وعزلته، فكل نشاط عابر للحدود سيتحول إلى دليل يثبت أن سلاحه لم يعد دفاعياً كما يقول، وإنما أصبح تهديداً للأمن والسيادة.